طمأن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله جمهور المقاومة حول صحته، نافياً إصابته بفيروس كورونا، وموضحاً أنه لديه حالة من السعال والتهاب في القصبة الهوائية”، مؤكدا ان “لا داعي للقلق”.
وفي كلمة متلفزة لمناسبة يوم القدس العالمي لفتنصرالله، إلى أنّ “ثبات الشعب الفلسطيني وصموده وتمسّكه بحقّه وعدم تخلّيه عن القدس وحقوقه المشروعة، وبقاءه في الساحات وحضوره في الميادين ولو بشكل متفاوت من زمن إلى آخر، مهم جدًّا، ولذلك أهميّة تمسّك الفلسطينيّين بحقّهم هو الّذي يعطي المشروعيّة لكلّ محور المقاومة، ولكل مساعدة تقدَّم للشعب الفلسطيني”.
وأشار إلى “أنّنا سمعنا كثيرًا في السنوات الماضية، أنّ بعض الدول العربية والقوى الّتي ذهبت إلى التخلّي عن الفلسطينيّين، بحجّة أنّ الفلسطينيّين تخلّوا عن قضيّتهم، لكن هذه أكذوبة، فهم لم يتخلّوا لا عن الأرض ولا عن القدس ولا عن لاجئيهم؛ وهذا ما شهدناه في القدس الشرقية وما نشهده الآن في الشيخ جراح، حيث يواجه الفلسطينيّون بالأيدي العزل”. وبيّن أنّ “الإسرائيلي الّذي كان يتصوّر أنّ جوّ الإحباط أو الحاصر أو “كورونا” أو الضغوط الاقتصاديّة، سينعكس على الفلسطينيّين ولن يعود لديهم النفَس للمواجهة والكلام، إلّا أنهّم فوجئوا بما يجري”.
وشدّد نصرالله على أنّ “التطوّر الأهم والأخطر، الّذي يجب تثبيته في المعادلات، هو مسألة دخول قطاع غزة على خطّ المواجهة”، داعيًا قادة الفصائل الفلسطينية إلى “مواصلة هذا الموقف والمنهج، لأنّه سيغيّر جزءًا من معادلات الصراع وجزءًا من قواعد الاشتباك، لمصلحة الشعب الفلسطيني والقدسيّين”.
وركّز على أنّ “لا نقاش بأنّ إيران هي الدولة الأقوى في محور المقاومة، من خلال حجمها وقدراتها ونظامها وتماسكها وعدد سكّانها… ومنذ أكثر من 40 سنة، هناك جهد أميركي وإسرائيلي وغربي لإسقاط نظام الجمهوريّة الإسلاميّة، وإعادتها إلى أحضان الولايات المتحدة الأميركية، وهذا كلّه فشل”، ورأى أنّ “كلّ الرهانات الأميركيّة والإسرائيليّة، وخصوصًا رهانات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو فيما يتعلّق بإيران، سقطت في هذه الأيّام”.
وأوضح أنّه “عندما كان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يهدّد بالحرب، كان المرشد الإيراني علي الخامنئي يقول إنّه لا حرب. أولويّات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مختلفة، ولا يوجد تهديد فعلي بالحرب. صراع بايدن السياسي متعلّق بموضوع الصين وروسيا، والخيار الّذي تعلن إدارته عنه هو موضوع الإحتواء والدبلوماسية والعودة للاتفاق النووي، ضمن تسوية أو تصوّر معيّن”. وشدّد على أنّ “إيران عبرت مرحلة الخطر، وهي مقبلة على انتخابات جديدة، وهناك حرص لدى العالم على التفواض معها والتوصّل إلى حلول”.
كما ذكر نصرالله أنّ “بعض وسائل الإعلام تقول إنّ أصدقاء إيران عليهم أن يقلقوا، لأنّ في النهاية المفاوضات في فيينا أو الحوار السعودي- الإيراني، سيكونان على حساب أصدقاء إيران في المنطقة”، مطمئنًا بأنّ “إيران ليست بحاجة لتؤكّد لأصدقائها أنّ لا شيئ سيكون على حسابهم أو على حساب أوطانهم أو شعوبهم”. ولفت إلى أنّ “إيران في أحلك الظروف، لم تبع حلفاءها أو أصدقاءها، ولم تساوم عليهم، ولم تفاوض عنهم إلّا إذا طلبوا هُم مساعدتها كصديق”.
وأكّد “أنّنا نؤيّد كلّ حوار إيراني إقليمي أو عربي، ونرى أنّه يقوّي محور المقاومة ويضعف جبهة العدو، ونحن ومطمئنّون جدًّا إلى إيران، هذا الصديق والأخ الكبير، انطلاقًا من معرفتنا ومن تجربة عمرها أكثر من 40 عامًا. مَن يجب أن يقلقوا هم أصدقاء أميركا في المنطقة، وقد بدأوا يقلقون”.
ورأى أن سوريا في مسار التعافي والاستحقاق الأخطر هو الاستحقاق الاقتصادي لكن لا تواجهه سوريا لوحدها بل شعوب عدة في المنطقة وهي مصممة على الصمود والمواجهة، مشيراً إلى ان هناك انهيار لبعض المحاور والتحالفات التي كانت قائمة في مواجهة محور المقاومة أو غيره، كما أن هناك تصدع في جدار كيان العدو وهو كيان مأزوم ويعاني من أزمة قيادة في داخله وهذه من علامات الوهن والضعف. وفي السياق ذكر أن صاروخ الدفاع الجوي السوري الذي وصل الى ديمونا أثار قلقاً كبيرًا في اسرائيل.
وتطرق نصرالله إلى موضوع ترسيم الحدود، فقال: “أريد أن أذكر بما قلته في عام 2000 بعد التحرير أنه “نحن كمقاومة لا نتدخل ولن نتدخل في موضوع ترسيم الحدود”رغم أننا عبرنا عن موقفنا في أكثر من مناسبة لكن هناك من يصر أن يسأل لماذا يصمت حزب الله؟ والبعض يحاول أن يفسر صمت حزب الله بالحرج مع الحلفاء وهذا غير صحيح.
وأضاف: “فلتتحمل الدولة مسؤوليتها التاريخية في تحديد الحدود والحفاظ على حقوق الشعب اللبناني وأن تعتبر أنها تستند الى قوة حقيقية”.
وفي سياق متصل لفت نصرالله إلى أن ابتداءً من الأحد يبدأ موعد مناورات العدو نحن سنقوم بكل الخطوات الهادئة المناسبة وبعيدا عن العيون والأنظار وسنكون على حذر وجهوزية.
وختم: “لن نتسامح أو نتساهل مع أيّ خطأ أو تجاوز أو أي محاولة للمس بقواعد الاشتباك أو أي حركة عدوانية خلال المناورات على كامل الأراضي اللبنانية”.