وجدي العريضي – النهار
ثمة معطيات وأجواء تشي، بأن اللقاء الأخير الذي جمع وفد الخماسية ورئيس مجلس النواب نبيه بري كان بارزاً ومهماً، وساده نقاش مستفيض وتوافق . ويمكن القول بناء على هذا اللقاء، أن الأمور قطعت مسافة كبيرة نحو الوصول إلى انتخاب توافقي والمخرج لسحب رئيس “تيار المردة” النائب السابق سليمان فرنجية يشق طريقه، بعدما تبدلت الظروف وما أصاب “حزب الله” أو الثنائي من أضرار جسيمة بعد الحرب الأخيرة، أضف إلى العامل الأبرز، إلا وهو سقوط بشار الأسد.
من هذا المنطلق، ثمة معطيات لا تستبعد عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت بعد الأعياد مباشرة، إلا إذا استدعت الظروف بأن يصل إلى بيروت في أي توقيت، لكن اتصالاته مستمرة، ولودريان يواكب ويتابع دور الخماسية وكل ما يتصل بالاستحقاق الرئاسي، كما انه ينسق مع الأميركيين عشية وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، إذ له اليد الطولى في وقف الحرب والقرارات الدولية التي حسمها، وأكد على أهمية تنفيذها وهو يواكب ويتابع الملف اللبناني، في وقت عُلم أن مستشاره لشؤون الشرق الأوسط مسعد بولس، التقى بشخصيات لبنانية في باريس، ومنهم بعض المرجعيات الذين لم يعلنوا عن هذا اللقاء وكان هناك بحث مستفيض للواقع اللبناني والمتغيرات الأخيرة، لاسيما ما يتعلق ويرتبط بالاستحقاق الرئاسي . لذلك يمكن القول، ان الأمور أخذت بالتفاعل في الآونة الأخيرة، لاسيما مع انطلاق الترشيحات الرئاسية، وقد تكون هناك ترشيحات أخرى، والمفاجآت واردة.
عضو “تكتل الاعتدال الوطني” النائب وليد البعريني، الذي يواكب مسار الاستحقاق الرئاسي من خلال مبادرة التكتل والاجتماعات التي تحصل مع سفراء الخماسية ورئيس مجلس النواب ومرجعيات وقيادات سياسية وروحية يؤكد لـــ “النهار”، أن “الأمور تسلك منحى إيجابياً، وثمة توافق وإجماع على انتخاب الرئيس في التاسع من كانون الثاني المقبل، لكن نبقى نردد عبارة “ما تقول فول تيصير بالمكيول” إذ تبقى كل الاحتمالات واردة، وقد كنا من الأساس أول الذين نادوا لانتخاب الرئيس، باعتبارنا ندرك ما يحيط بلبنان من أزمات، وحان وقت سد الشغور الرئاسي، وتشكيل حكومة إصلاحية لندخل في حقبة الإزدهار والبحبوحة لينعم اللبنانيون بذلك، بعد المعاناة والظروف الاقتصادية الصعبة، وإن كان ذلك يلزمه وقت، إنما المملكة العربية السعودية إلى جانبنا، وكافة دول الخليج أكدوا لنا على الدعم، ونلتقي دائماً بالسفير السعودي وليد بخاري، حيث للمملكة دور أساسي في انتخاب الرئيس والوقوف إلى جانب لبنان في السراء والضراء، ما يعني ليس هناك من أي تخلٍ من الرياض أو الخليج عن البلد، لذا الجميع لم يعد بمقدوره أن يقوم بلعبة التعطيل والتسويف والمماطلة، وأعتقد الأمور تسلك طريقاً مغايراً عن السابق، بعد التحولات والمتغيرات الأخيرة إقليمياً ودولياً” .