يفترض ان تتجاوز الحكومة «مطب» البيان الوزاري باستعارات وجمل من الدستور وخطاب القسم، حيث سيتم تكريس حق اللبنانيين في الدفاع عن اراضيهم وتحريرها وتقوية الجيش اللبناني. اما التوازنات داخل الحكومة فقد تظهرت بشكل جلي بعدما اختصر الرئيس نواف سلام الحصة السنية بشخصه، وتجاوز الكتل الوازنة في المجلس والتي ساهمت في تسميته، حيث من المفترض ان تتخذ اليوم قرارا واضحا حيال موضوع منحه الثقة من عدمها، وفيما تم النزول عند رغبات «الثنائي الشيعي» وكذلك الحزب التقدمي الاشتراكي، فقد جرى اقصاء التيار الوطني الحر وتيار المرده مسيحيا.
وتم ارضاء القوات اللبنانية التي احتفت امس بما حققته في «معراب» حيث تقصد رئيسها سمير جعجع لقاء وزراء «القوات» يوسف رجي، جو صدي، جو عيسى الخوري وكمال شحادة، في حضور أعضاء تكتل «الجمهورية القوية» النواب: ستريدا جعجع، غسان حاصباني ورازي الحاج، قبل يوم واحد من الصورة التذكارية في رسالة مفادها «الامر لي» في قرارات هؤلاء. وقال جعجع بعد الاجتماع إنّ «الواجب الأول للحكومة هو إعادة تسليم القرار للدولة. وأضاف: «يجب البدء «على بياض» مع الحكومة الجديدة، وننتظر مشاريع الوزراء. نحن غير مستعدين للعودة إلى الوراء، ولا مجال لبقاء السلاح خارج نطاق الدولة». وتوجّه جعجع إلى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد، وقال له: «ارتياحك لوجود حزب القوات اللبنانية في الحكومة الجديدة هو في محلّه. فهدفنا الوحيد هو بناء دولة فعلية لكل لبنان، وليس لمنطقة أو لطائفة بعينها». وفي محاولة لتبرير تراجع «القوات» عن موقفها عدم المشاركة في الحكومة اذا تسلم «الثنائي» وزارة المال، قال جعجع «حصلنا على كل الضمانات اللازمة من الرئيس سلام لضمان عدم وجود أي عرقلة لعمل الوزارات من قِبَل وزارة المالية»!
(الديار)