خاص المدى – جنان جوان أبي راشد
التغيّرات التي طرأت على سعر الدولار وصفيحة البنزين هي الشغل الشاغل للبنانيين، فما الذي طرأ على هذا الصعيد في الساعات القليلة الماضية وكيف ستتّجه الأمور؟
سعرُ الدولار الذي استمرّ بالتراجع وبشكل ملحوظ منذ أسبوع، موعد تشكيل الحكومة تراوح قبل ظهر الجمعة بين 14 ألف و15 ألف ليرة، ثم تخطّى ال15 ألفاً ب300 ليرة في ساعات بعد الظهر.
الخبير الاقتصادي البروفسور جاسم عجاقة يوضح أن وراء انخفاض سعر الدولار الذي كان قد لامس في الفترة الماضية ال25 الف ليرة، عوامل عديدة، إذ إنه انخفض الى 18 ألفاً قبل تأليف الحكومة، وعاد ليتراجع بشكل ملحوظ مع تشكيلها، ومع اعلان صندوق النقد عن صرف برنامج حقوق السحب الخاصة للبنان بمبلغ مليار و135 مليون دولار، واعراب الصندوق عن استعدادِه أيضاً لمساعدة بلدنا.
وفي ظل الحديث حول تلاعب يجري بسعر الدولار، والقول إن انخفاضَه مرحلي ومصطنعٌ بهدف رفع الدعم يقول عجاقة ل”المدى” إن هذا الكلام يدلّ بالتالي على أن سعر السوق الموازي الذي كان مرتفعاً لم يكن السعر الحقيقي للعملة الخضراء، وكان في الأساس نتيجة تلاعب.
واعتبر أن هذا الانخفاض يشير الى أن الاوضاع تتجه نحو التصحيح، وأضاف إن أهم العوامل التي أدت الى انخفاضه هي الحالة السياسية ودخول الدولارات الى مصرف لبنان (حقوق السحب الخاصة من صندوق النقد)،
أما استمرار انخفاض سعر الدولار، فيرى عجاقة أنه يتطلّب استئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي والبدء بالإصلاحات، مشيراً الى أن الرسالة التي أرادها صندوق النقد من خلال منحِه لبنان حقوق السحب الخاصة وإعرابه عن استعداده للتفاوض معه حول برنامج قروض وبالتزامن مع تشكيل الحكومة، هي أنه في حال توافرت الإرادة السياسية فإن الحلول التقنية موجودة.
أما عن إمكان أن يتراجع سعرُ الدولار الى مستوى ال5 آلاف ليرة، فيرى عجاقة أن الأمر ممكن، إلا أنه لن يتمَّ إلا بعد إجراء الاصلاحات، وعقب سحب الكتلة النقدية الكبيرة بالليرة الموجودة في الأسواق بفعل طباعة العملة الوطنية بكميات كبيرة في الآونة الاخيرة، وعلى الرغم من أن هذه العملية قد تؤدي الى انكماش.
وأكد عجاقة أن هناك ضرورة بإلزام اللبنانيين في الفترة المقبلة بالعودة الى استخدام البطاقات الالكترونية debit carde ، لأن هذا أمرٌ مهم جداً لمكافحة التهريب والتهرّب الضريبي وتبييض الأموال.
أسعار المازوت البنزين
على صعيد جدول تركيب أسعار المحروقات الذي صدر الجمعة، فقد تأكَّد أنه تمّ رفعُ الدعم كلياً عن المازوت، في حين وصل سعرُ صفيحة البنزين 95 أوكتان الى 174 ألف و300 ليرة، فهل تمّ رفعُ الدعم كلياً عن البنزين أيضاً؟
مصدر في مديرية النفط أشار الى أن الدعم لم يُرفع بعد كلياً عن البنزين، إنما تمّ احتسابُ الدعم على سعر 12 ألف ليرة بدلاً من 8 آلاف، أما عجاقة فقد أعلن أنه بعد عملية حسابيّة بسيطة يتبيّن أن الدعم قد رُفع بالفعل، إلا أن سعرَ الصفيحة قد يرتفع على الارجح في الفترة المقبلة، بفعل الكلفة التشغيلية بعد رفع عمولة المستوردين والموزعين وجعالة المحطات، إذ إن هذه العمولات لم ترسُ بعد على برّ، على ما يبدو، وربما سيتم احتسابُها على سعر الصرف في السوق السوداء، وقد يتخطى سعرُ الصفيحة عند ذلك 200 ألف ليرة، على أن يُصيب الاسعار المزيد من الارتفاع في حال تمّ رفع الدولار الجمركي والرسوم، إذ إن جدول تركيب الاسعار، يَحتسب إضافة الى سعر الصفيحة بالدولار، العمولات والرسوم والضريبة على القيمة المضافة.
أما في حال ارتفاع سعر الدولار فإن سعر البنزين سيرتفع بدوره، كما يؤكد عجاقة الذي يوضح أن هناك توجّهاً الى عدم إصدار جدول تركيب سعر صفيحة البنزين بالليرة في الفترة المقبلة، بل سيتمّ اعتماد التسعير بالدولار الأميركي على غرار تسعيرة طنّ المازوت.