أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” أن القيادة العسكرية الأميركية لم تنشر بيانات حول أعداد الضحايا المدنيين بمن فيهم الأطفال، نتيجة غاراتها في العراق وسوريا وأفغانستان خلال السنوات الماضية.
وبحسب الصحيفة الأميركية التي حصلت على أكثر من 1.3 ألف وثيقة داخلية في وزارة الدفاع الأميركية، فإن “قيادة البنتاغون لم تجر تحقيقات كاملة في مثل هذه الحوادث ولم تتخذ إجراءات منعها في المستقبل”.
وأضافت: “وفقا للإحصاءات الرسمية الصادرة عن البنتاغون، عند ضرب مقاتلي داعش في العراق وسوريا، لقي 1417 مدنيا مصرعهم منذ 2014، كما قتل 188 مدنيا نتيجة الضربات الجوية الأميركية في أفغانستان منذ عام 2018، فيما تشير المواد التي حللها الصحفيون إلى أن مئات الضحايا بين السكان المدنيين لم يؤخذوا في الاعتبار ببساطة”.
وتابعت: “غالبا ما كانت الخسائر في صفوف المدنيين ناجمة عن حقيقة أن الجيش عند الاستعداد للهجوم، أساء تقدير الوضع على الأرض، واعتبر المدنيين إرهابيين، وفي كثير من الحالات، لم يعتبر العسكريون الأميركيون أن المدنيين قد يكونوا في المباني التي قدروا أنها تعود للمسلحين”. وأضافت: “لم يخبر العسكريون الأميركيون القيادة بأن مدنيين بمن فيهم الأطفال، قد يكونوا في منطقة تواجد الإرهابيين”.
وتؤكد الصحيفة أن “قيادة البنتاغون لم تنشر تقديراتها للخسائر المدنية المحتملة إلا في عدد قليل من الحالات، ونادرا ما تنطوي الإجراءات الداخلية على أي تغييرات استعدادا لضربات مستقبلية، ولم تؤد مطلقا إلى إجراءات تأديبية ضد العسكريين، كما أنها أوصت بإجراء تحقيقات كاملة في 12% فقط من العدد الإجمالي للغارات الجوية التي قتل فيها مدنيون، واعتمدت أدلة غير كاملة أو غير صحيحة وتم إيقافها”. ولفتت إلى أن “القيادة الأميركية دفعت تعويضات لأسر القتلى والمصابين في أقل من عشر قضايا فقط”.
وفي تعليق أدلى به للصحيفة، قال المتحدث باسم القيادة الأميركية الوسطى الكابتن بيل أوربان: “حتى مع أفضل تكنولوجيا في العالم تقع أخطاء، سواء بناء على معلومات ناقصة أو سوء تفسير للمعلومات المتوفرة. نحن نحاول التعلم من هذه الأخطاء”. وتابع: “نعمل بجد لتجنب أضرار كهذه. ونجري تحقيقا في كل حالة ذات صدقية. ونأسف لكل الخسائر في أرواح الأبرياء”.
وشهد اعتماد الولايات المتحدة على الضربات الجوية في الشرق الأوسط تسارعا كبيرا في السنوات الأخيرة من عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، بعدما تضاءل التأييد الشعبي للحروب البرية التي لا نهاية لها.
ووصف أوباما المقاربة الجديدة القائمة على استخدام طائرات مسيرة بأنها “الحملة الجوية الأكثر دقة في التاريخ”، وقال إنها قادرة على إبقاء عدد القتلى في صفوف المدنيين في حده الأدنى.