نشرت صحيفة “الفايننشال تايمز”، مقالاً بعنوان: “التنافس بين الأشقاء ينذر بالسوء للأردن”. واعتبرت الصحيفة أنّ “اندلاع مكائد القصر في الأردن الأسبوع الماضي، والذي وضع فيه الملك عبد الله، الأمير حمزة، أخيه غير الشقيق، رهن الإقامة الجبرية، أمر ينذر بالسوء”. مضيفة: “وكذلك علامات تدخل السعودية”.
وذكرت الصحيفة أن ما قالته عمان عن مؤامرة تهدد “أمن واستقرار” البلاد، وما دعاه الملك بالفتنة، تم احتواؤه الآن.
واعتبرت أنه “إذا كان السعوديون متورطين بالفعل في هذه القضية – والحكومة الأردنية مقتنعة بذلك – فإن كلا الجانبين يبدوان مصممين على حل المشكلة”. لكنها أشارت إلى أنّ مستقبل الأردن، الحليف العربي الأقدم والأكثر ثباتاً للغرب، “في خطر”.
وقالت “الفايننشال تايمز” انه غالباً ما يوصف الأردن بأنه ملاذ للاستقرار في منطقة تعاني من اضطرابات مزمنة. وأضافت: “كما أظهر الملك الراحل حسين، فإنّ حكام الأردن لا يحتاجون فقط إلى الحظ السعيد والحكم الحاذق، ولكنم بحاجة أيضاً إلى التعامل مع الرياح الإقليمية التي تمر بشكل عرضي عبر الأردن”.
ورسمت الصحيفة خلفية للصراع الحالي الحاصل حول الحكم قائلة: “كان الملك عبد الله اختياراً مفاجئاً لخلافة الحسين في عام 1999، حيث تم اختياره أساساً لأنه كان قائد قوات النخبة الخاصة، وهي تمثل التقاطع بين الجيش وأجهزة المخابرات التي تدعم النظام الملكي الهاشمي. وتمت تسمية الأمير الشاب حمزة، الابن الأكبر للملك حسين من زوجته الرابعة الملكة نور، ولياً للعهد، لكنه أزيح من منصبه كولي العهد في عام 2004 من قبل الأمير حسين، الابن الأول لعبد الله. وهكذا بدأت قصة الطموح المحبط والتنافس بين الأشقاء”.
وقالت “الفايننشال تايمز” إنّ الأمير حمزة، “الذي يبدو مثل والده وهو يتحدث ويرتدي الملابس مثل والده، يحظى بشعبية”. وأضافت أنه على الرغم من عدم تمتعه بسلطة سياسية، فقد عمل على الحصول على تأييد القبائل الأردنية. وأشارت إلى أن هذه القبائل في الضفة الشرقية، مختلفة عن الأغلبية الفلسطينية الأصل في الضفة الغربية، وهي “حجر الأساس للنظام”، مشيرةً إلى انها تنظم انتفاضات بشكل متكرر. وإنّ الجيش الذي “يعاني من ضغوط مالية هو في الحقيقة رجال قبائل يرتدون الزي العسكري”.
واعتبرت الصحيفة أن الملك عبد الله “يفتقر إلى الشعبوية الملكية أو السحر الأبوي لوالده”. والأهم من ذلك، أنّ الأردن، “لم يعد قادراً على تحمل العقد الاجتماعي حيث يضمن الأردنيون من الضفة الشرقية وظائف حكومية في الجيش والخدمة المدنية بينما يدير الفلسطينيون قطاعاً خاصاً ضعيفاً”.
وانتقد الأمير حمزة في مقطع فيديو نشر الأسبوع الماضي “الفساد و… عدم الكفاءة خلال السنوات الـ15 إلى 20 سنة الماضية”. وتقول الفاينانشال تايمز إنّ صدى هذه الاتهامات يتردد، لا سيما في الجنوب الموالي”.
واعتبرت أنّه وعلاوة على ذلك، “تم تقويض الدور المحوري للملك عبد الله والأردن في الدبلوماسية الإقليمية من قبل الرئيس السابق دونالد ترامب وحليفيه المقربين، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان”.
كما أشارت الى أنّ “تحقيق ترامب لقائمة أمنيات اليمين الإسرائيلي، بما في ذلك الاعتراف بالقدس عاصمةً وموافقة إسرائيل على ضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، أدى إلى زعزعة استقرار الأردن من خلال إثارة شبح موجة جديدة من اللاجئين الفلسطينيين”. وقالت إنه ومع تقوية العلاقات الإسرائيلية مع الخليج، “يشعر الأردنيون أنّ آل سعود يريدون تولي الإشراف على المواقع الإسلامية في القدس، كثمن للانفتاح على إسرائيل”.
وتذكر الصحيفة أنّ الملك عبد الله كان أول زعيم عربي اتصل به الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أرجأ التحدث مع نتنياهو لأشهر ويرفض التعامل مع ولي العهد محمد بن سلمان. وتقول إنه يجب على بايدن وحلفاء الولايات المتحدة “توضيح أن العبث باستقرار الأردن هو خط أحمر”.