“الأنطونيَّة” تخرّج طلابها.. الأب جلخ للطلاب المتخرجين: لا تستكينوا قبل أن تَنقُبوا جدار الأزمة

الإثنين ٢ آب ٢٠٢١

“الأنطونيَّة” تخرّج طلابها.. الأب جلخ للطلاب المتخرجين: لا تستكينوا قبل أن تَنقُبوا جدار الأزمة

أقامت الجامعة الأنطونية حفل تخرج للعام 2021، تخلله توزيع شهادات على طلابها من فروع الجامعة في الحدت-بعبدا، والنبي أيلا-زحلة، ومجدليا-زغرتا، ومن مختلف الاختصاصات. حضر الاحتفال الذي أقيم في حرم الجامعة ونقل مباشرة عبر صفحتي Facebook وYouTube الرسميتان للجامعة، رئيس بلدية الحدت الأستاذ جورج عون، بالإضافة إلى رئيس الجامعة الأب ميشال جلخ، نواب الرئيس، العمداء، وأعضاء مجلس الجامعة، وقد شارك في الاحتفال الطلاب وأولياؤهم.
بعد النشيد الوطني الذي قدمته عزفا وانشادا جوقة الجامعة الأنطونيَّة بقيادة المايسترو الأب توفيق معتوق، ألقيت الكلمات تباعًا.

الأب جلخ

وفي كلمته توجّه رئيس الجامعة الأنطونية الأب ميشال جلخ للطلاب قائلاً: “نحتفل اليوم بتخرُّجكم وبيوبيل تأسيس الجامعة الأنطونيَّة الخامس والعشرين، فيما نعيش أزمة عميقةً على مستويات عدَّة. لكلمة احتفال في هذا الجوِّ وقعٌ غريب يكاد يلامس التجديف، في حين أنَّ الكلمة الأكثر تداولًا في لبنان خلال السنة المنصرمة كانت كلمة “أزمة”، مع موازياتها المُعجميَّة، ومرادفاتها المختلفة، واستعاراتها كافَّة”.

وتابع سائلاً: “ولكن ما هي الأزمة؟ ليست مشكلة محدودة في الموضوع والزمان والمكان، مشروطةً بحلٍّ محدود هو الآخر زمانًا ومكانًا وموضوعًا. هي بالأحرى فترةٌ من التهديد الشديد، وعدم اليقين الشديد، تُعطِّل العمليّاتِ الاجتماعيَّة والسياسيَّة والتنظيميَّة، وتجعلنا متيقِّنين من أمر واحد فقط: أنَّ الأمور ليست على ما يرام. لقد حُكي الكثير مؤخّرًا عن المرونة (resilience) والإيجابيَّة (positivity)في التعامل مع الأزمات، وقد تتوقَّعون منِّي أن أنحو هذا النحو كي أبرِّر الاحتفال في ظلِّ الأزمة، غير أنَّني أريد أن أتوقَّف معكم اليوم عند عنصر آخرَ مهمٍّ في تعاطينا مع الأزمة، ألا وهو التعلُّم”.

وأضاف الأب جلخ مشيرًا الى أن: “في الجامعة نتحدَّث كثيرًا عن التعلُّم: التعلُّم الحضوريّ، والتعلُّم عن بعد، والتعلُّم كجماعة، والتعلُّم بالممارسة، والتعلُّم الناشط، والتعلُّم مدى الحياة، إلخ. لعلَّنا لم نكن نركِّز قبل اليوم بما يكفي على التعلُّم في الأزمات، وبها ومنها. ولعلَّ أوَّل ما ينبغي أن نتعلَّمه كمعنيِّين بالتعليم، من الأزمة، هو أن نولي هذا النمط من التعلُّم، أعني التعلُّم في الأزمة وبها ومنها، مزيدًا من الأهمِّيَّة في مناهجنا. هذا واحد من الدروس التي علينا نحن تعلُّمُها كمسؤولين، أما أنتم فأريد أن أفكِّر معكم بما قد يعنيه التعلُّم في الأزمة في حياتكم الفرديَّة وانخراطكم المجتمعيّ “.

وتابع بالقول: “يميل الناس طبيعيّا في الأزمة إلى النظر إلى من هُم في السلطة، أو إلى من يرون فيهم قادة، “لفعل شيءٍ ما. لذا أيقظ الرسلُ يسوع عندما اشتدَّت العاصفة على مركبهم…. أرادوه أن يفعل شيئا ما، لأنَّهم عرفوا أنَّه وحده يعرف ويستطيع ما ينبغي فعله. القادة الحقيقيُّون هم أولئك الذين يفعلون ذلك الشيء الذي يُعيد الحياة إلى ما يرام. القائد هو من يعرف ما ينبغي فعلُه، ويفعل ما ينبغي فعلُه، على الرغم من الفوضى، والضغط الإعلاميّ، والمشاكل المتوالِدة، وتفشِّي الشائعات”.

وتوجه الأب جلخ الى الطلاب قائلاً: “وصيَّتي لكم اليوم أن تكونوا ذلك الشخص لأنفسكم، وأن تلتفتوا إلى أنفسكم، وتسألوا أنفسكم قبل أيِّ شخص آخر: ماذا ينبغي أن أفعل؟ لي ألّا أبالي إلا بما يَمَسُّ حياتي الخاصَّة، وأن أعتبر معاناة الآخرين شأنَهم وحدهم. لي أن أختار الهرب، فأختبئ أو أسافر أو أستسلم. ولي أن أواجه. وأن أواجه يعني أن أتحلّى أنا نفسي بما أتوقَّعُه من المسؤولين، لأنَّ المواجهة تعني أوَّلا أن أعتبر نفسي مسؤولًا عنِّي، وعن الآخرين. أجل! المواجهة تتطلَّب منّي لا أن أنهض وحسب، بل أن أحمل، كالقيروانيّ، بعضًا من صليب الآخرين أيضًا”.

وتابع بالإشارة الى أن الناس يتوقَّعون أنَّ المسؤولين يفكِّرون بأسوأ السيناريوهات ويستعدُّون لها، في حين تُبيِّن الوقائع أنَّ معظم القادة الحكوميِّين ورجال الأعمال يراهنون على أفضل الاحتمالات حصرًا. ويتوقعون أن يسعى القادة جاهدين لتعلّم الدروس بعد الأزمة، في حين أنَّهم ينغمسون بالأحرى في تبادل الملامة والاتِّهامات. وقال للطلاب:” لكنَّ الخلاصة هي أنني أريد منكم ولكم أن تكونوا لأنفسكم القائد الذي تحلمون به. أن يكون كلٌّ منّا القائد الذي يريده للمجتمع، يعني أن نحترم الأولويّات والمبادئ التي نريد للسلطة أن تحترمها، وأن نتعلَّم من الأزمة متى حلَّت عوض التلهِّي بتقاذف التهم”.
وأضاف الأب جلخ بالإشارة الى أنَّ الأزمات تختبر معدن البشر، فلا تدعوا الأزمة تجعلكم ما لا تريدون أن تكونوا. قد تجعلنا الأزمةُ فقراء، ولكن نحن وحدنا نقرِّر ما إذا كنّا نريد أن نصبح عبيدًا للمادَّة أو أذلّاء. قد تُغرقنا الأزمةُ بالقلق، ولكن نحن وحدنا نقرِّر ما إذا كنّا نريد الانتقال من القلق إلى المرارة والسلبيَّة وكره الذات والحياة.

وختم كلمته ليؤكد أن الأزمة خير معلِّم لأنها تُسقط الأقنعة وتضعنا وجهًا لوجه مع الحقائق كما هي. وأضاف: ” أعلم أنَّ ما سأقوله سيزعج البعض، إنَّما ما نعيشه اليوم هو صحِّيٌّ لأنَّه حقيقيّ. لقد اكتشفنا أنَّ ما كنّا عليه كان سرابًا: نستهلك ما لا ننتج، ونحصد ما لا نزرع. اكتشفنا أنَّ ما كنّا نعيشه كان مزيَّفًا وقد بني على باطل، وما يُبنى على باطل هو باطل. هذا هي شرعة الحياة التي تنتقم منّا عاجلًا أم آجلًا. بالطبع، هذا لا يعني أنَّ ما نعيشه جميل، لكن على الأقلّ حقيقيّ ويدفعنا إلى إعادة بناء حياتنا بعيدًا عن التزييف والأقنعة، بعدما ذقنا مرارة السقوط على أرض الواقع من ناطحات الأوهام”.

وسأل الأب جلخ: ” لماذا لا ننتقل من منظومة متواطِئة متآمرة إلى أخرى متعاضِدة متصالحة؟ ما الذي يمنعنا من التواصل الإيجابيّ والتفكير معًا؟ هل هي لعنة القدر أن نزيد الشرخَ شرخًا في الوقت الذي نحن بأمسِّ الحاجة فيه الى التخطيط معًا والعمل لبناء وطن يليق بنا”؟

وبعدما استشهد الأب جلخ بقول للبابا فرنسيس، جاء فيه “إنَّك تخرج من الأزمة إمّا أفضل وإمّا أسوأ، ولكنَّك لا تعود أبدًا كما كنت من قبل”، توجّه للطلاب قائلًا: ” أتمنى لكم أن تَخرجوا، وتُخرجوا لبنان، من هذه الأزمة وأنتم وهو أفضل ممّا كنتم وكان. أنتم أملنا. وأنتم… أملُكم. فلا تستكينوا قبل أن تَنقُبوا جدار الأزمة، وتقولوا لوطننا الكسيح المنهَك: قم احمل سريرك وامش. مبارك تخرُّجكم، أيُّها الأنطونيُّون الأشدّاء، ولتسمعوا خلف كلِّ الضوضاء التي تحيط بنا صوت السيَّد المسيح يقول لكم في كلِّ لحظة: تشدَّدوا، أنا غلبت العالم” .

بعدها ألقت الطالبة برلا الصباغ، وهي الأولى في دفعة العام 2021، قسم تكنولوجيا مختبرات الأسنان في كلّية الصحّة العامّة، كلمة المتخرجين اشارت فيها الى انهم كطلاب يغادرون وهم يحملون وصية مبنية على مبادئ الجامعة، ودعت زملائها الى الافتخار بشهاداتهم، وبعزيمة تغلبهم على الامور الصعبة، وقالت: “ها نحن مستعدون ان نسلك الدرب بدعم الاساتذة فيفتخرون بنا ونرفع اسم الجامعة الأنطونية اينما حللنا”.

تلا كلمة الطلاب توزيع المنح الدراسية والدروع التكريمية على المتفوّقين الى جانب الجائزة التي تقدمها سنويًّا مؤسسة عايدة وريمون نجار، وكانت هذه السنة للطالبة المتفوقة في كلية الهندسة في الجامعة يارا قاصوف، هذه الجائزة عبارة عن مبلغ بقيمة 15000 دولار أمريكي يخول الطالبة متابعة دراستها وتخصصها في هذا الحقل.

وفي ختام الاحتفال، سلمت الشهادات للطلاب.

شارك الخبر

مباشر مباشر

01:36 pm

غارة معادية على مارون الراس

01:20 pm

امطار متفرقة ورياح ناشطة… اليكم طقس الأيام المقبلة

01:20 pm

دعوى قضائية جديدة ضد مغني الراب ديدي بتهمة الاعتداء الجنسي

01:12 pm

المفتي قبلان: ما نحتاجه فقط نخوة وطنية بحجم تسوية رئاسية تدفع نحو استنهاض لبنان

12:58 pm

سعوديون على السجادة الحمراء لمهرجان كان‎ بفيلم “نورة”

12:56 pm

بري بعيد المقاومة والتحرير: لبنان متمسك بحقه بالدفاع عن أرضه بكافة الوسائل المتاحة في مواجهة العدوانية الاسرائيلية

12:50 pm

مسيرة تستهدف سيارة رابيد عند مدخل بلدة حناويه… ماذا عن الاصابات؟

12:49 pm

موعد إعلان تعاقد برشلونة مع هانزي فليك

12:35 pm

الميادين: غارة من مسيرة إسرائيلية استهدفت سيارة على طريق حناويه جنوب لبنان

12:23 pm

كريستيانو رونالدو في ورطة المباراة تحمل الكثير من المعاني للفريقين

12:22 pm

سلامي: باستشهاد الأعزاء لن يتغير شيء من العزة والرفعة لإيران

12:06 pm

رفح تحت النيران الإسرائيلية الكثيفة

12:03 pm

بدء اختبارات أول ترامواي مسيّر في روسيا

12:00 pm

لاعب مصري يعلق بعد رفضه مواجهة خصمه الإسرائيلي

11:59 am

جنبلاط: أشك بنوايا الأميركيين ولا أستشرف موعدا لانتخاب رئيس

11:42 am

اللواء البيسري: علينا الإستمرار في مواجهة الصعوبات والتحديات لإستكمال بناء مؤسسات الدولة

11:19 am

مقتل ثمانية أشخاص في عملية طعن في وسط الصين

11:15 am

الخطوط الجوية الأميركية… التقاط صور لفتيات داخل مرحاض الطائرة؟!

11:06 am

ميقاتي في إحتفال “طرابلس عاصمة الثقافة العربية”: عازمون على العمل بعزم وارادة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان

10:51 am

“أنا طيب”.. ظهور خاص للفنان السعودي محمد عبده بعد إعلان إصابته بالسرطان

10:46 am

اسبانيا: لا أحد سيرهبنا كي نمتنع عن الاعتراف بدولة فلسطين

10:36 am

توقيف قاتل بعد اقل من ساعتين من تنفيذ الجريمة

10:23 am

تحرّش في إحدى مدارس كفرشيما… وتوضيح من المدرسة

10:21 am

استقرار أسعار النفط في البورصات العالمية

10:06 am

ترامب مهاجما بايدن: العالم لم يعد يحترمنا!

09:53 am

وسائل إعلام إسرائيلية: 14 فريق إطفاء عملوا عدة ساعات طويلة لإخماد الحرائق في الجليل الأعلى

09:41 am

هاشم وموسى الى الجزائر للمشاركة في مؤتمر اتحاد البرلمانات العربية

09:34 am

انخفاض في أسعار المحروقات

09:29 am

تحديد موعد جلسة مجلس الوزراء

09:25 am

باسيل: ربْطُ الجنوب بغزة خطأ والخطأ الاكبر ربْط الرئاسة بها

08:50 am

الأمن المصري يضبط أكثر من نصف طن من الكوكايين

08:49 am

أرسلان: لو اعترف العالم بفلسطين سيبقى همّ “إسرائيل” تهجير شعبها وقتله

08:42 am

“المقاومة الإسلامية في العراق” تستهدف ميناء حيفا بالطيران المسيّر

08:39 am

توجيهات ملكية اثر حادثة تسمم في مطعم بالرياض!

08:34 am

ضحايا بانهيار سقف مطعم في مايوركا

08:30 am

السلطات المصرية تكشف تفاصيل واقعة تعرض فنانة لـ”التحرش” من سائق

08:30 am

حريق في فيتنام يودي بحياة 14 شخصًا على الأقل!

08:27 am

أكثر من 190 دولة تتفق على معاهدة تتعلق ببراءات الاختراع لمكافحة القرصنة البيولوجية

08:21 am

غرفة التحكم: قتيل و6 جرحى في 6 حوادث سير

08:15 am

المقاومة استهدفت تجمعًا لجنود العدو عند مثلث السروات ليل أمس