عقدت لجنتا البيئة في “تجمع الأطباء” و”التجمع الوطني الديموقراطي” ندوة حول تغير المناخ و الاحتباس الحراري ، في المركز الرئيسي للتجمع في بيروت، في حضور حشد من المواطنين المهتمين.
حاضر في الندوة الناشط البيئي الدكتور محمود جعفر الذي استهلّ محاضرته بالقول: “يؤدي تغير المناخ إلى تغيير توفر المياه، مما يجعلها أكثر ندرةً في المزيد من المناطق. ويؤدي الاحترار العالمي إلى تفاقم نقص المياه في المناطق الفقيرة بالمياه، كما يؤدي إلى زيادة مخاطر الجفاف فيما يخص الزراعة، ويؤثر بالتالي على المحاصيل، ويزيد الجفاف البيئي من ضعف النُظُم البيئية”.
ثم عرف الاحتباس الحراري بشكل مبسط وقال: “نعني به الارتفاع التدريجي في حرارة الأرض ، نتيجة لتأثير غازات الاحتباس الحراري، التي تسبب تغيّراً في المناخ في العالم. ويقصد بالاحتباس ارتفاع حرارة الغلاف الجوي بفعل تراكم ثاني أكسيد الكربون وغازات أخرى، فيما يشبه لوحة زجاج تسمح بمرور أشعة الشمس ووصولها إلى سطح الأرض حيث تتسبب بارتفاع درجة الحرارة”.
كما تطرق جعفر، الى كيفية تأثير الاحتباس الحراري على تغير المناخ، فأكد ان “استمرار الاحتباس الحراري، سيؤدي إلى زيادة تكثيف دورة المياه العالمية، مما يجعلها أكثر تقلبًا، وتغير هطول الأمطار الموسمية وشدة الأحداث الرطبة والجافة. مع ارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ستكون المحيطات والأرض أقل فعالية في امتصاص وإبطاء تراكم ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي”.
وعن ظاهرة الاحتباس الحراري و ما خلفته من تغيير مناخي قال: ” تنتج عن حرق الوقود الأحفوري ، انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تعمل مثل غطاء ملفوف حول الأرض، مما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات الحرارة. تشمل غازات الدفيئة الرئيسية التي تسبب تغير المناخ ثاني أكسيد الكربون والميثان. تأتي هذه من استخدام البنزين لقيادة السيارة أو الفحم لتدفئة مبنى، على سبيل المثال”.
وعن تأثير التغير المناخي على الانسان قال: “سيؤدي إلى تفاقم ندرة المياه الحالية إلى مستويات غير مسبوقة، من شأنها أن تحد على نحو خطير من الأمن المائي للناس وإنتاج الغذاء. ومن المتوقع ارتفاع في معدلات الاعتلال والوفيات المتوطنة بسبب أمراض الإسهال، وسوء التغذية التي ستتفاقم بسبب انخفاض إنتاج الغذاء”.
واستعرض الحلول المقترحة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري واوضح انه “يوجد العديد من الممارسات الفردية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري ومنها إعادة التدوير والتقليل من استخدام مكيفات الهواء واستخدام المصابيح والأجهزة الموفرة للطاقة واستخدام كميات أقل من الماء الساخن، وإطفاء الأجهزة غير المستخدمة، والتقليل من استخدام المَركبات وزراعة الأشجار لزيادة الغطاء النباتي”.
وختم: “إن الحلول لعلاج ظاهرة التغير المناخي عديدة و متنوعة ، ومن أكثر الطرق الواعدة للتخفيف من حدة تغير المناخ ما نسميه “الحلول المناخية الطبيعية”، مثل المحافظة على الأراضي وإعادة إحيائها وتحسين إدارتها؛ من أجل زيادة تخزين الكربون أو تجنب انبعاثات الغازات الدفيئة في المناطق الطبيعية في جميع أنحاء العالم”.
ثم أجاب جعفر على اسئلة الحضور ، ووزعت على الحاضرين ، نشرة موجزة عن تغير المناخ و الاحتباس الحراري ، صادرة عن التجمعين.
