الحرب أم التلويح بها ؟ (جوني منيّر – الجمهورية)

الخميس ٢٢ آب ٢٠٢٤

الحرب أم التلويح بها ؟ (جوني منيّر – الجمهورية)

لم يكن التعويل على نجاح مهمة وزير الخارجية الأميركية انطوني بلينكن في زيارته التاسعة الى المنطقة منذ إندلاع الحرب على غزة في مكانه. ذلك أن من السذاجة بمكان الإعتقاد أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سيقبل بالتوقف هنا إن في غزة وخصوصا في لبنان.

فلنعد قليلا الى الوراء وبالتحديد إلى تشرين الأول الماضي حين وصل الرئيس الأميركي جو بايدن بنحو طارىء الى تل أبيب إثر عملية “طوفان الأقصى”. يومها قال بايدن أن الوقت حان للسماح لإسرائيل بالذهاب الى النهاية. أما الكلام الأوضح فكان لنتنياهو نفسه حين “بشر” بأن وجه الشرق الأوسط سيتغير. والمقصود هنا واضح وهو أن الحرب يجب أن تؤدي الى كسر المعادلة الميدانية بين إسرائيل وإيران، على أن تتم ترجمتها لاحقا من خلال إعادة تشكيل المنطقة.

ومنذ ذلك التاريخ تحركت القوة الأميركية الضاربة لتتمركز في الشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه كانت الأسلحة والذخائر النوعية الأكثر تطورا وفتكا في العالم تتدفق الى مخازن الجيش الإسرائيلي. كان الهدف واضحا ويقضي بإبعاد إيران من خلال حلفائها عن إسرائيل.

لكن المقاومة الشرسة لحركة “حماس” جعلت تقدم الجيش الإسرائيلي بطيئا وصعبا، وهذا ما أدى الى التشكيك بقدرة الجيش الإسرائيلي على إنجاز الأهداف المرسومة بسرعة. فطول المدة كان ينعكس سلبا على إدارة بايدن في المحافل الدولية وخصوصا على الشارع الأميركي نفسه. وانعكس ذلك على العلاقة السياسية بين بايدن ونتنياهو، ولو أنه لم ينسحب على الدعم العسكري المفتوح. وللتذكير فإن البيت الأبيض كان يحاول ثني إسرائيل عن أهداف ميدانيةعدة لم يمتثل لها نتنياهو. في البداية حاول حصر الحرب بالجزء الشمالي لقطاع غزة، ثم دار نقاش حول المخاطر العسكرية بسبب وجود عدد كبير من الأنفاق، ولاحقا سعى لإيقاف الحرب عند حدود رفح، وأخيراً وليس آخرا منع إسرائيل من الإقتراب من معبر فيلادلفيا. لكن نتنياهو لم يكتف فقط بتجاوز كل هذه الحواجز بل أنه ذهب الى الكونغرس بالإتفاق والتنسيق مع قوى أميركية أساسية ليعود بدعم كامل وواسع يطاول هذه المرة نفوذ إيران في لبنان وسوريا. ويومها ردد المسؤولون الأميركيون أن واشنطن ستدعم إسرائيل في أي خطوة تتخذها في حال تعرضها لهجوم من حزب الله، لكنها ستحجم عن دعمها في حال بادرت هي، ولو أنها لن ستتفهم قيامها بعمليات أمنية.

واتخذ نتنياهو العائد من الولايات المتحدة من صاروخ مجدل شمس الذريعة لتجاوز الخطوط الحمر المرسومة واغتيال أرفع مسؤول عسكري في حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت. وهو كان يريد حشر حزب الله واستدراجه الى ملعبه الامر الذي لم يحصل حتى الساعة. وعلى رغم من ذلك واظبت إسرائيل على رفع مستوى الإستفزاز لفتح الطريق أمام ما تود القيام به. فوفق ما قاله الجيش الاسرائيلي أن العمليات العسكرية الكبرى في غزة انتهت. وفي المقابل فإن حركة “حماس” وفي إقرار ضمني بذلك استعادت أسلوب العمليات الإنتحارية والتي كانت قد وضعتها جانبا منذ انتهاء الإنتفاضة الثانية. ما يعني أنها ستكون البديل من الحرب. وظهرت “حماس” في موقع القادر على اختراق الأمن الإسرائيلي والوصول الى قلب تل أبيب، ولو أن التفجير حصل قبل أوانه ما أدى إلى إصابات محدودة.

وما أثار القلق أكثر ما صرح به الرئيس الروسي ڤلاديمير بوتين بعد زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الطارئة لموسكو. يومها “تنبأ” بحماوة قريبة في المنطقة. وهو أرفق ذلك برسالة الى القيادة الإيرانية عبر موفده الخاص الى طهران دعا فيها الى إبقاء سوريا خارج أي نزاع عسكري. وقيل أن السبب يعود الى أن بوتين سمع تحذيرا إسرائيليا مفاده أن دخول سوريا في النزاع سيفتح الباب أمام إسرائيل لاستهداف النظام السوري وبالتالي احتمال سقوطه بسبب الأوضاع الصعبة التي تمر بها سوريا.

في هذا الوقت كانت الإشارات السلبية حول نيات إسرائيل تتراكم. فعدا التدابير الطارئة التي تتخذ في الحروب لجهة ترتيب المنطقة الشمالية لإسرائيل، تم استدعاء نحو 30 ألف جندي إحتياط إضافة الى إجراء مناورات جوية تم خلالها تزويد الطائرات الحربية بالوقود في الجو لثلاث مرات متتالية وهو ما يؤشر الى عمليات جوية في مناطق بعيدة. كذلك تم استقدام حاملة طائرات وغواصة للجيش الأميركي طابعهما هجومي وليس دفاعيا. والأهم تزويد إسرائيل أسلحة وقنابل وذخائر بما يوازي 20 مليار دولار. وإذا كانت حرب غزة بمعناها الواسع قد انتهت وفق الجيش الإسرائيلي فمن البديهي الاعتقاد أن هنالك ساحة حرب أخرى ستتطلب هذه القنابل الكبيرة. وعلينا أن لا ننسى ما قاله وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالنت في عز تساجله مع نتنياهو أنه كان منذ اليوم الأول مع إتخاذ قرار الحرب على لبنان، وهو الذي أعلن منذ يومين أنه يتم نقل التركيز من غزة الى الحدود مع لبنان. وما يقوله الآن ومن دون مناسبة بيني غانتس الوزير السابق المعارض بأنه لا بد من حسم الوضع مع لبنان.

وعلى المستوى الميداني كان معبرا جدا إستهداف مخزن ذخيرة حزب الله في البقاع، وهو ما أوجد له غالانت تفسيرا بأنه لاستباق ما يمكن أن يحصل. كذلك استخدام القنابل الزلزالية للمرة الأولى في الجنوب، إضافة الى جس النبض الميداني من خلال محاولة تسلل مجموعة إسرائيلية الى داخل الأراضي اللبنانية.

وفي الوقت الذي كان بايدن ينعي مهمة وزير خارجيته واضعا اللوم على “حماس” كانت القوات الأميركية المتمركزة شمال شرق سوريا تتلقى معدات عسكرية جديدة إضافة الى أمور لوجستية. وفي الوقت نفسه كانت تجري تدريبات مشتركة مع ” قوات سوريا الديموقراطية” (“قسد”) بالأسلحة الثقيلة والذخيرة الحية.

هي صورة ملبدة ضاعف من سوادها ما يتناقله الديبلوماسيون من أن وزير الدفاع الإسرائيلي يحمل توصية بضرورة بدء العمليات العسكرية قبل نهاية شهر آب الجاري. ويهمس هؤلاء قائلين: “إنها الأيام العشر الأخطر على لبنان”.

وفي المقابل رفع حزب الله من درجة جهوزيته الى الحد الأقصى. ففي الوقت الذي أخلى مراكزه المعروفة عمد الى تبديل مواقع مسؤوليه الكبار الى أماكن جديدة لا أحد يعرفها. وهو في الوقت نفسه يستهدف مراكز الاستطلاع والرقابة لدى الجيش الإسرائيلي ويعمد الى البدء بإستخدام ما كان محظورا في السابق مثل صواريخ أرض ـ جو. ولكن من الواضح أنه يحرص على عدم منح إسرائيل الذريعة التي تطلبها لبدء عدوانها.

ووفق هذه الصورة هنالك من “يبشر” بأن الحرب على قاب قوسين من الحصول. وقد يكون هذا الإستنتاج منطقيا، لكن اللعبة مع الإسرائيليين تكون أكثر مكرا وربما تتطلب أعصابا باردة لا بل فولاذية. فماذا لو كان المقصود التلويح بالحرب لا الإنزلاق في اتجاهها. فالجيش الإسرائيلي الذي أخذ دروسه من الحرب الصعبة في غزة، في حاجة الى فترة لا بأس بها من أجل إعادة الترميم والتحضير. ربما قد يندفع في اتجاه تنفيذ عمليات قصف شديدة القوة تعزز الإيحاء بأن الحرب البرية واقعة لا محال، وبحيث تؤدي ذروة القصف الى انتزاع اتفاق سياسي كامل متكامل يلحظ ترتيبات جديدة وجدية في الجنوب.

في هذه الحالة يكون التلويح بالحرب والمترافق مع رفع مستوى حماوة القصف الحاصل أكثر إنتاجا من الحرب المفتوحة التي تكون كلفتها عالية، وغالب الظن غير مضمونة.

شارك الخبر

مباشر مباشر

11:46 pm

متحدث باسم وزارة الخارجية القطرية: سنعلن إعادة فتح المجال الجوي قريبا

11:33 pm

ترامب: أشكر إيران على إخطارنا المُبكر مما سمح بعدم إزهاق أرواح أو إصابة أحد

11:17 pm

ترامب: إيران ردت رسميا على تدميرنا لمنشآتها النووية برد ضعيف للغاية

11:15 pm

مسؤول عسكري أميركي للجزيرة: لا نستبعد هجمات إيرانية إضافية فقد هاجمنا 3 من منشآتهم ولم يهاجموا سوى قاعدة واحدة

11:07 pm

تركيا.. “AJet” و “بيغاسوس” تلغيان رحلات إلى بعض البلدان

11:07 pm

إعادة فتح المجال الجوي في البحرين والكويت

11:06 pm

ترامب: إيران أطلقت 14 صاروخا وتم إسقاط 13 صاروخا ويسعدني أن أبلغكم بأنه لم يصب أي أميركي بأذى ولم يحدث أي ضرر يُذكر وأريد أن أشكر إيران على إخطارنا مبكرا بالهجوم

11:05 pm

السفارة الأميركية في قطر ترفع تعليمات البقاء في المكان وتعلن فتح أبوابها غدًا الثلاثاء

10:54 pm

الخارجية القطرية: ليس من خيار أمام دول المنطقة إلا العودة للسبل السلمية

10:52 pm

وكالة مهر: مقتل 3 من أفراد البحرية الإيرانية في غارة إسرائيلية على ميناء بندر عباس

10:52 pm

وزير الدفاع الإيراني لنظيره الروسي: طهران وموسكو يمكن ان تعملا معاً للسلام والاستقرار

10:43 pm

ملك الأردن يتصل بأمير قطر

10:36 pm

تراجع كبير في أسعار النفط على وقع التصعيد في المنطقة

10:27 pm

الكويت تدين الهجمات على قاعدة العديد وتؤكد دعمها الكامل لقطر

10:27 pm

الخامنئي مغردًا : ‏لم نعتد على أحد ولن نقبل أي مضايقات من أي أحد تحت أي ظرف من الظروف ولن نخضع لمضايقات أحد وهذا هو منطق الأمة الإيرانية

10:18 pm

العراق يتضامن مع قطر…تصعيد ينذر بمزيد من التوتر

10:12 pm

الرئيس عون اتصل بالرئيس سلام مطمئنا بعد هبوط طائرته في البحرين اثر اغلاق المجال الجوي القطري

10:10 pm

الخطوط التركية تعلن إلغاء رحلات إلى مدن خليجية

10:05 pm

مصدر أمني إيراني: استهداف قاعدة العديد جزء من رد طهران واستكماله متروك للقيادة

10:03 pm

بريطانيا: مقاتلات إضافية وصلت إلى الشرق الأوسط

10:01 pm

«العربية للطيران»: اضطرابات محتملة للرحلات بسبب إغلاق الأجواء في المنطقة

09:58 pm

مصر تدين الهجمات الإيرانية على قطر وتدعو لتغليب الحلول الدبلوماسية

09:52 pm

الأردن يدين العدوان على قطر… تصعيد خطير

09:46 pm

أول تغريدة لترامب بعد القصف الإيراني على قاعدة العديد الأميركية في قطر

09:46 pm

الطيران العُماني يعلق موقتا رحلاته من وإلى المنامة ودبي والكويت وسط التطورات الإقليمية

09:41 pm

مسؤول إيراني كبير لرويترز: إيران تتحلى بالعقلانية اللازمة لبدء عملية دبلوماسية بعد معاقبة المعتدي وستواصل إيران عملياتها ردا على الهجمات الأميركية على أراضيها

09:40 pm

الرئيس عون دان الاعتداء الذي تعرضت له دولة قطر

09:35 pm

سلطنة عمان متضامنة مع قطر… لوقف فوري للأعمال العسكرية

09:26 pm

«الاتحاد للطيران» تغيّر مسار عدد من رحلاتها يومي 23 و24 حزيران

09:25 pm

سي إن إن عن مسؤول بالبيت الأبيض: إدارة ترامب كانت تتوقع ردًا إيرانيًا بعد الضربات الأميركية على مواقعها النووية وترامب لا يرغب في مزيد من التدخل العسكري في المنطقة

09:22 pm

الإمارات تدين بأشدّ العبارات استهداف قطر… لوقف التصعيد العسكري فوراً

09:19 pm

مشاهد لإطلاق صواريخ “بشائر الفتح” التي استهدفت قاعدة العديد الأميركية في قطر

09:15 pm

مصدر لرويترز: لا انقطاع في شحنات أو إنتاج قطر للطاقة بعد الهجوم على قاعدة العديد الجوية

09:14 pm

رئيس الحكومة نواف سلام: استنكر بأشد العبارات الاعتداء الذي تعرضت له الشقيقة قطر

09:00 pm

مسؤول عسكري أميركي لرويترز : لم يتم تسجيل أي هجوم إيراني على أي قاعدة أميركية باستثناء قطر

08:58 pm

الخارجية السعودية: العدوان الإيراني على قطر أمر مرفوض ولا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال

08:56 pm

مصر للطيران: إلغاء الرحلات الجوية المتجهة إلى مدن الخليج العربي

08:54 pm

إغلاق الأجواء العراقية أمام حركة الطائرات بما في ذلك المنطقة الجنوبية

08:48 pm

الخطوط الجوية الكويتية تعلن تعليق الرحلات

08:47 pm

الاتحاد الأوروبي يخصص 20 مليون يورو للاجئين في تركيا

الأكثر قراءة