بيت ليف هي إحدى القرى اللبنانية من قرى قضاء بنت جبيل في محافظة النبطية، وتبعد حوالي 106 كلم عن العاصمة بيروت وترتفع 530 متراً عن سطح البحر. تتميّز بموقع جغرافي فريد، إذ تقع على تلة منخفضة محاطة بمجموعة من الجبال الخضراء.
وكأخواتها من البلدات الجنوبية، عانت بيت ليف من ممارسات الإحتلال الاسرائيلي منذ اجتياح 1978، واجتياح 1982 بحكم وجودها ضمن ما كان يُسمّى بالشريط الحدودي المحتلّ، قبل أن تتحرّر في العام 2000 ويعود أبناؤها اليها، ليتهجّروا منها مجدّداً طيلة 33 يوماً خلال حرب تموز 2006 ، وليتجرّعوا من ثمّ كأس النزوح عن بلدتهم، في عدوان أيلول 2024.
فحكاية هذه البلدة مع المعاناة طويلة كحكايتها مع الصمود، والشهادة، كما أكّد رئيس بلديتها محمد حسين حميّد، مشيراً إلى أنّها قدّمت خيرة أبنائها على مرّ السنين ليلتحق بركب قافلة الشهداء في الحرب الأخيرة 37 شهيداً، من بينهم نسوة وأطفال.
يبلغ العدد الإجمالي لسكان بيت ليف 8 آلاف نسمة، ويقيم فيها بشكل دائم 4 آلاف نسمة وقد نزحوا عنها إلى بيروت والشمال والجبل، بعدما تعرّضت لنيران العدوّ وبات العيش فيها أشبه بالجحيم، وفِق توصيف حميّد، مشيراً إلى أنّه مع إعلان وقف إطلاق النار عاد منهم ٤٠ بالمئة لعدم توفر مساكن تأوي الجميع، في انتظار أن يبدأ المسح الرسمي.
وأوضح أنّ العدوان الإسرائيلي أحدث دماراً شاملاً في البلدة، إذ دُمّر نحو 150 وحدة سكنية بشكل كامل و200 منزل على نحو شبه كامل، كما لحق التدمير بمبنى القصر البلدي، وتضررت البنى التحتية من شبكات كهرباء ومياه واتصالات، وشبكة الصرف الصحّي، واستهدف نيران العدو مسجد البلدة والحسينية والمدرسة والمستوصف، وتضرّرت سيارات عديدة، كما أتلف القصف العديد من المزروعات من خضراوات وفواكه ولا سيما التين، وحقول الزيتون والتبغ، وبالتالي خسر الأهالي المواسم لسنتين ولن يتمكّنوا من زراعتها هذه السنة أيضاً، ولم يطرح علينا أحد بعد موضوع التعويض على المزارعين.
وتحدث حميّد عن دور البلدية بالرغم من إمكاناتها المتواضعة، إذ عملت مع بعض الخيّرين على فتح الطرقات وإزالة الردم وتواصلت مع المسؤولين والجهات الرسمية والجمعيات للبحث في سبل توفير الحدّ الأدنى من الخدمات الضرورية للأهالي.
أخيراً، دان رئيس البلدية الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار “والانتهاك الصارخ للسيادة اللبنانية”، لافتاً إلى “أن التجارب برهنت أن لا ثقة بهذا العدو الذي لا يحترم أي عهد أو ميثاق أو إتفاق أو قرار، والحروب معه مستمرة طالما هو موجود”، ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في التصدّي للعدوان، وثمّن صمود الناس التي اعتادت على الصبر وتحمّل المصائب”، مؤكّداً أنّه “لولا دماء الشهداء لما عاد أحد الى بلدته.”