كُشفت تفاصيل جديدة عن حادث إطلاق النار الذي وقع مساء أمس الأربعاء، أمام المتحف اليهودي في العاصمة الأميركية واشنطن، وأسفر عن مقتل موظفين اثنين من السفارة الإسرائيلية، خلال فعالية كانت تُنظَّم في المكان.
وفق رواية شهود عيان، فإن منفّذ الهجوم تظاهر بأنه مجرّد “شاهد عيان”، وبقي في مكان الجريمة لأكثر من عشر دقائق، قبل أن يعترف لاحقًا أمام الشرطة بأنه هو من أطلق النار، زاعمًا أنه “فعلها من أجل غزة”.
سارة مارينوزي، البالغة من العمر 28 عامًا، والتي كانت حاضرة الفعالية، قالت في حديث لشبكة CNN: “بعد انتهاء الفعالية بحوالى الساعة التاسعة مساءً، سُمع إطلاق نار في الخارج، تلاه صوت طلقات إضافية. ثم دخل رجل ركضًا إلى المركز، وكان يتصرّف بطريقة غريبة. حراس الأمن قدّموا له الماء، ظنًّا منهم أنه شاهد على الجريمة”.
وتابعت: “طلب من الأمن الاتصال بالشرطة، وبقي هادئًا. وعندما وصلت الشرطة بعد حوالي 10 دقائق، فاجأنا الجميع بقوله: ‘لقد فعلتها. لقد فعلتها من أجل غزة. حرّروا فلسطين!'”.
أفاد مراسل قناة “العربية” أن المنفذ يُدعى إلياس رودريغيز، وهو أميركي من شيكاغو يبلغ من العمر 30 عامًا. وقد أطلق النار من مسافة قريبة على رجل وامرأة، قبل أن يحاول دخول مبنى المتحف، حيث كانت تُنظّم فعالية للجنة اليهودية الأميركية.
بدورها، أعلنت السفارة الإسرائيلية في واشنطن أن اثنين من موظفيها قُتلا أثناء حضورهما الفعالية داخل المتحف. وأعربت في بيان رسمي عن ثقتها بـ”قدرات السلطات الفيدرالية الأميركية في حماية الجالية اليهودية”.
وأوضحت السفارة أن القتيلين كانا يشاركان في فعالية نظّمتها اللجنة اليهودية الأميركية، في المتحف الواقع شمال غربي واشنطن العاصمة.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب دان الهجوم بشدّة، وكتب عبر منصته “تروث سوشال”: “هذه الجريمة المروعة في واشنطن، والمدفوعة بوضوح بمعاداة السامية، يجب أن تتوقف الآن. لا مكان للكراهية والتطرّف في الولايات المتحدة”.
من جهته، قال الرئيس التنفيذي للجنة اليهودية الأميركية، تيد دويتش، إن اللجنة كانت تستضيف فعالية ثقافية بالمتحف، مؤكدًا “صدمته من الجريمة”، ومعلنًا تضامنه مع ذوي الضحيتين.
يأتي هذا الهجوم في وقتٍ تتصاعد فيه التوتّرات السياسية والعاطفية حول العالم، خصوصًا على خلفية الحرب في غزة، التي فجّرت موجة تضامن واسعة في الجامعات والشوارع الأميركية، لكنها في الوقت نفسه أثارت مخاوف من تصاعد أعمال العنف ضد اليهود في الولايات المتحدة.
وسبق أن حذّرت منظمات أمنية يهودية وأميركية من تزايد خطر “الهجمات الفردية” التي ينفذها متعاطفون مع قضايا الشرق الأوسط، في ظلّ عجز السلطات أحيانًا عن رصد التهديدات غير المنظّمة أو تلك التي لا تملك خلفيات أمنية معروفة.