لا يزال العدو الاسرائيلي على عدوانيته، وقد وسع بالامس من خرقه المستمر لاتفاق «وقف النار»، مستهدفا للمرة الاولى منذ دخوله حيذ التنفيذ، مرتفعات اقليم التفاح بغارتين جويتين مدعيا استهداف منصات صواريخ لحزب الله. ولا يعد العمق الجغرافي الذي يتجاوز الـ 13 كلم وحده الامر اللافت في الاعتداء الجديد، وانما توقيته، فهو جاء بعد ساعات قليلة من لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس لجنة المراقبة لتنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الاميركي جاسبر جيفيرز، في حضور سفيرة الولايات المتحدة الاميركية لدى لبنان ليزا جونسون. وتم عرض للأوضاع الميدانية منها في ضوء مواصلة إسرائيل خرقها لبنود الإتفاق، وفيما طلب بري الابقاء على النافذة مفتوحة كي يسمع الجنرال الاميركي صوت المسيرة الاسرائيلية التي كانت تحلق فوق بيروت، اكتفى الضابط الاميركي بالابتسام.
ووفقا لمعلومات جريدة “الديار”، استعرض بري بالارقام عدد الخروقات الاسرائيلية وطالب جدية اكبر من اللجنة في التعامل معها لانها تاخذ الامور الى وضع معقد للغاية خصوصا ان اسرائيل تتعمد ابطاء انسحابها من القرى الجنوبية. وعلم في هذا السياق ، ان الجنرال الاميركي ابدى استياءه من الخروق الاسرائيلية، وشدد على السعي لوضع الحد لها في اقرب وقت، ولجم الخروقات، وقدم ما يمكن اعتباره ضمانة بالحرص على عدم تفويت الفرصة الراهنة للحفاظ على وقف النار، وهو ما سيسعى اليه هوكشتاين الذي يحمل معه تعليمات واضحة بضرورة التزام كافة الاطراف بالاتفاق.
وفي هذا الاطار، عبرت مصادر مقربة من «عين التينة» عن الاستياء التام من هذه التطورات، واعتبرت ان ما قام به جيش الاحتلال «رسالة» تحد واضحة للجميع، فاما ان الاميركيين «يبيعون» اللبنانيين كلاما معسولا، ويكذبون، ولا يقومون بما عليهم، او ان الاسرائيليين لا يكترثون بضغوط ادارة راحلة ويعملون وفق اجندتهم بانتظار دخول الرئيس المنتخب دونالد ترامب الى البيت الابيض، وفي كلا الحالتين الامور غير مطمئنة ولا يمكن التعامل معها باستخفاف.