أعلن رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل بعد الاجتماع الاستثنائي لتكتل لبنان القوي أننا “مجتمعون اليوم بلحظة استثنائية من تاريخ لبنان وواجباتنا كلنا ان نتحمل مسؤوليتنا “وكلنا يعني كلنا” اي القوى السياسية والناس، لانقاذ لبنان من اصعب أزمة سياسية اقتصادية مالية بتاريخه”، مشيراً إلى أن “في هذه اللحظة الاستثنائية يجب ان نصارح اللبنانيين انه بعد مرور 58 يوماً على انتفاضة الناس و46 يوما على استقالة الحكومة لم تتمكن القوى السياسية من ان تشكّل حكومة تواجه التحديات وتنتج حلولا للأزمة الخطيرة”.
ولفت إلى أنه “يجب أن نعترف أن التفاهم الذي قمنا به فشل بمحاربة الفساد وبناء دولة حديثة وفشل بتأمين أبسط حقوق الناس وتحسين الأوضاع الاقتصادية”، موضحاً أن باب الحل واضح، وهو تشكيل حكومة عنوانها واحد هو “الحل” ومسارها واحد هو النجاح”.
وقال باسيل: “لو كنت فعلياً شريكاً لمنظومة الفساد هل كنت تعرضت للاغتيال السياسي من قبل المنظومة نفسها”؟، وأكد في السياق أنه “اذا اصرّ رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري على معادلة “أنا أو لا أحد” وأصرّ حزب الله وحركة امل على مقاربتهما بمواجهة المخاطر الخارجية بحكومة تكنوسياسية برئاسة الحريري، نحن كتيّار وطني حرّ، وكتكتّل لبنان القوي، (مع ترك الحريّة لمن يريد من الحلفاء)، لا يهمّنا ان نشارك بهكذا حكومة لأن مصيرها الفشل حتماً”.
وشدد على أن التكتل لا يسمح بضرب الميثاقية وتخطي التمثيل الفعلي ومستعد لإعطاء مقاعده للحراك اذا رغب، أو لأشخاص جديرين بالثقة اذا لم يرغب، مضيفاً أننا “لا نشارك ولا نحرّض ولكن نقوم بمعارضة قوية وبناءة للسياسات المالية والاقتصادية والنقدية القائمة ونقوم بمقاومة لمنظومة الفساد القائمة منذ 30 سنة والتي يريد البعض الاستمرار فيها من خلال استنساخ نفس الحكومة. لا نشارك ولا نمنع تشكيل الحكومة ولا نطلب ولا نضغط على أحد لعدم السير بها، وللشركاء الحريصين على وجودنا اقنتاعاً منهم انّ الحكومة من دوننا تفقد التوازن الوطني ولا تشكل اصلاً… فلنعد الى طرحنا الأساسي الذي تم رفضه وليعد الأفرقاء النظر بموقفهم”.
واعتبر رئيس التيار الوطني الحر أن “باب الحل واضح وهو تشكيل حكومة انقاذ… فاعلة… حكومة اخصائيين رئيسها واعضاؤها من اصحاب الكفاءة والجدارة والكف النظيف… وزراؤها من الاخصائيين الجديرين والقادرين على استعادة ثقة الناس وعلى معالجة الملفات على ان يكونوا مدعومين من القوى السياسية والكتل البرلمانية”.
ورأى أنه: “عملاً بهذا المنطق يختار الرئيس الحريري رئيس حكومة يحظى بثقة الناس ومتوافق عليه فنكون احترمنا الميثاق بعدم تخطي ارادة الاكثريّة السنيّة، وعلى هذا الاساس يشكل رئيس الحكومة المكلّف بالتشاور مع رئيس الجمهورية حكومة تصالح اللبنانيين مع الدولة وتنفّذ الاصلاحات وتحافظ على التوازنات”.
وأعرب باسيل عن أنهم “مستعدّون لأن يضحوا ليس بمقعد وزاري واحد بل بكل مقاعدهم لانقاذ البلد من الانهيار والفوضى”… قائلاً: “خذوا مقاعدنا لكن اعطونا تصحيح السياسة المالية واقتصادا منتجا وتنفيذا لخطة الكهرباء ووقفا للهدر وقانون كشف الحسابات والممتلكات”.
ولفت إلى أن لديه قناعة تامة انه “في المرحلة الحالية حكومة من هذا النوع هي الفرصة الجدية الوحيدة للخلاص ولمنع الانهيار والمسالة تستحق التضحية، بمعنى ان لا يفقد أحد تمثيله وحضوره المباشر أو غير المباشر، مع مراعاة الناس والسماع لهم، وإظهار أننا حاضرون جميعاً لنضحّي من أجل البلد”.
وتابع: “عندما يكون هناك حكومة اخصائيين هدفنا ليس المشاركة بها إنما برنامجها، وسبق وقلنا للمرشح سمير الخطيب “اننا لن نشارك بالحكومة الاّ اذا توافرت عناصر نجاحها… ندعمه ولكن لا نشارك اذا كنا غير مقتنعين بنجاح الحكومة بالاصلاحات ومحاربة الفساد”.
وختم باسيل مؤكداً أنه “اذا لم يسيروا مجدداّ بهذا الطرح الذي يريده الناس، عندها نحن كتيّار نناضل من مكاننا الطبيعي، من حيث نشأنا، ونحارب الفساد من أي موقع كنا”.