نقلت وكالة “فرانس برس”، اليوم الإثنين، عن مصدرين قياديين في حركة حماس، أن الحركة أبلغت الوسطاء استعدادها لبدء جولة المفاوضات الثانية مع إسرائيل في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط جهود دبلوماسية مكثفة تهدف إلى التوصل إلى تسوية أوسع تشمل تبادل الأسرى وإنهاء العمليات العسكرية في القطاع.
وقال قيادي في الحركة، طلب عدم الكشف عن هويته، إن “المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية من الاتفاق ستبدأ اليوم، وقد أبلغت حماس الوسطاء خلال اللقاءات التي عقدت مع الجانب المصري في القاهرة الأسبوع الماضي أنها جاهزة لبدء جولة المفاوضات”.
من جهته، أكد مصدر آخر في الحركة أن “حماس تنتظر من الوسطاء البدء بالمحادثات، وفد الحركة جاهز، ونحن ملتزمون بتطبيق بنود الاتفاق”.
بالتزامن مع موقف حماس، يبحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم، في واشنطن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وذلك خلال لقاءات يعقدها مع مسؤولين أميركيين، أبرزهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ومن المتوقع أن تستأنف المفاوضات هذا الأسبوع بوساطة مصرية وقطرية وبرعاية الولايات المتحدة، بهدف استكمال المرحلة الثانية من الاتفاق، التي يُفترض أن تشمل إطلاق سراح آخر الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، إلى جانب إجراءات قد تمهد لإنهاء الحرب التي اندلعت عقب هجوم 7 تشرين الأول 2023، والذي أدى إلى تصعيد واسع في المنطقة.
وكانت المرحلة الأولى من الاتفاق، التي دخلت حيّز التنفيذ في كانون الثاني الماضي، قد شهدت عمليات تبادل للأسرى بين الجانبين، حيث أفرجت حماس عن عدد من الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. ومع ذلك، لا يزال نحو 50 أسيرًا إسرائيليًا محتجزًا في قطاع غزة، فيما تشير تقارير إلى أن بعضهم لقوا حتفهم خلال القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع.
ويتزامن استئناف المفاوضات مع مساعٍ أميركية وإقليمية لحلحلة ملفات عالقة، لا تقتصر على وقف إطلاق النار في غزة، بل تشمل أيضًا تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، فضلًا عن محاولات تثبيت التهدئة على الجبهة الشمالية مع حزب الله في لبنان. ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 11 شباط، بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، لمناقشة التطورات في المنطقة، وسط مساعٍ لتجنب تصعيد جديد.
في المقابل، يسعى نتنياهو خلال زيارته لواشنطن إلى تحقيق مكاسب سياسية وأمنية، مع الأخذ في الاعتبار الضغوط الداخلية التي يواجهها في إسرائيل، خاصة مع تزايد الأصوات المعارضة لسياساته في إدارة الأزمة. وتشير تقارير إسرائيلية إلى احتمال تمديد زيارته، نظرًا لأهمية الملفات المطروحة للنقاش.