إثر هروبهم من الحرب في لبنان ودخولهم إلى العراق ببطاقات التعريف في حال عدم امتلاكهم جوازات سفر، بدأ “الضيوف اللبنانيون” الـ 38 ألف، ومعظمهم من النساء والأطفال، بالعودة إلى لبنان بعد إعلان وقف إطلاق النار، إثر اجتماعات عقدتها اللجنة التي شّكلها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، برئاسة مستشاره لشؤون حقوق الإنسان زيدان خلف العطواني، في حضور سفارة لبنان في العراق وممثّلين عن مختلف الإدارات المعنية بملفّ هؤلاء الضيوف، بعد طلب السفير اللبناني في العراق علي الحبحاب مساعدتهم في ترتيبات العودة.
وعليه، باشرت وزارة الهجرة والمهجرين والمعنيون في المحافظات والعتبات المقدسة و”الحشد الشعبي” والهلال الأحمر العراقي والقوى الأمنية، بتأمين حافلات لنقل من يرغب بالعودة، فغادر كثيرون عبر البرّ في حافلات، كان آخرها خمس حافلات إنطلقت يوم السبت الماضي، لكنّها علقت عند معبر البوكمال في محافظة دير الزور بِفعل الأحداث الامنية المستجدّة التي ولدّت الذعر في نفوس السائقين من طريق العودة، إلا أنّها أكملت طريقها بأمان بعد تنسيق سريع تمّ بين سفارتي لبنان في العراق ودمشق لايجاد ممرّ آمن لها، ووصل العائدون إلى لبنان يوم الأحد الماضي.
وعلى أثر إغلاق السلطات العراقية معبر القائم الحدودي مع سوريا، وإعلان وزارة النقل في العراق عن تسيير رحلات لنقل اللبنانيين عبر الطيران العراقي الذي استأنف رحلاته يوم الثلثاء بمعدّل رحلة يومية من بغداد النجف والبصرة، تولّت وزارة الهجرة والمهجرين ترتيب أسماء اللبنانيين الباقين والراغبين بالعودة، بالتنسيق مع الجهات العراقية المضيفة.
أما بالنسبة إلى اللبنانيين الذين دخلوا إلى العراق بسياراتهم الخاصة عن طريق البرّ، فالبحث جار بين السفارة اللبنانية في العراق والجهات العراقية عن آلية تمكّنهم من العودة جوّاً وترك سياراتهم ، عندما ينجلي غبار المعارك في سوريا. ويجري إعداد لائحة بأسماء أصحاب السيارات والبحث في الخيارات المتوافرة لإعادتها بشكل آمن إلى لبنان، وقد دعت السفارة اللبنانية هؤلاء، في بيان، إلى مراجعتها “لتنظيم جداول بهذه السيارات والبحث في آلية يمكن إعتمادها لإعادتها إلى الأراضي اللبنانية، علماً بأنه يتعذّر على أيّ مالك لسيارة لبنانية دخلت إلى العراق مغادرة الأراضي العراقية قبل تسوية الموضوع المُتعلق بالسيارات”.
وقد بلغ عدد اللبنانيين الذين غادروا الأراضي العراقية نحو سبعة آلاف لبناني، علماً أنّ بعضهم من حملة جوازات سفر أجنبية، وقد توجّهوا إلى البلاد التي يحملون جنسياتها.