يغادر الرئيس سعد الحريري في الساعات الـ 48 المقبلة لبنان، عائداً الى مقر اقامته في الامارات العربية المتحدة بعد اسبوع حافل ومميز قضاه في بيروت بمناسبة ذكرى استشهاد والده في ظل دعوات جامعة لا سيما من جمهوره ومن اوساط سياسية كثيرة لعودته الدائمة الى البلاد واستئناف العمل السياسي .
ووفقا لمصادر قريبة لـ”الديار” فان الحريري لمس هذه الدعوة الجامعة اكان من خلال المهرجان الجماهيري الحاشد في ذكرى استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري او من خلال الوفود الشعبية والسياسية التي تقاطرت الى بيت الوسط طوال الايام القليلة الماضية، واضافت انه رغم هذا الاجماع وهذا التعاطف الشعبي والسياسي الكبير فان عودته الى العمل السياسي غير متوافرة شروطها في الوقت الراهن، وهي مرتبطة بشكل عام بنضوج التسوية في المنطقة بعد حرب غزة وبارساء الاتفاق على حل سياسي متكامل للمرحلة المقبلة في الداخل اللبناني يرتكز على انتخاب رئيس للجمهورية وعلى الحكومة المقبلة .
وقالت المصادر ان الرئيس الحريري لا يريد وليس مستعدا للعودة والبدء من نقطة الصفر، مشيرة في الوقت نفسه الى ان هناك اسسا عديدة لبناء المرحلة المقبلة اهمها اتفاق الطائف، بالاضافة الى ما كان حققه الرئيس الحريري على الصعيد الاقتصادي لا سيما في مؤتمر سيدر .
وفي المقابل، تقول مصادر سياسية لـ”الديار” ان قرار عودة الحريري للعمل السياسي مرتبط بعناصر اخرى غير معلنة ابرزها موقف المملكة العربية السعودية التي يبدو انها لم تعط الضوء الاخضر لهذه العودة في الوقت الراهن. واشارت الى ان حديثه المقتضب لمحطة العربية الاخبارية السعودية يعكس بطريقة مباشرة هذه الحقيقة من خلال حرصه على التاكيد بانه ليس في صدد العودة للعمل السياسي في الوقت الراهن وبالتالي تاكيد المؤكد من خلال هذا الحديث الذي خصصه للمحطة المذكورة .
وبرأي المصادر السياسية ان السعودية تعتمد اليوم كما هو معروف سياسة تختلف عن سياستها السابقة تجاه لبنان خصوصا لجهة عدم رغبتها او تبنيها لشخص او طرف سياسي لبناني محدد خصوصا في الشارع السني.
وامس اسهب الحريري في الكلام السياسي امام حشد شبابي من تيار المستقبل ورأى “ان المرحلة التي يمر بها لبنان حاليا ترقى الى كونها مرحلة جنون سياسي حيث ان كل فريق يعتقد نفسه اكبر من بلده”، وقال: “سنقف في كل من يتجه الى التطرف، فهذا من المحرمات لدينا”، معتبرا ان الاعتدال هو الاساس .