مصادر سياسية بارزة قالت لصحيفة «الأخبار» إن «الرياض تتحرك لاقتناص اللحظة، خصوصاً بعدَ أن أكّد المبعوث الأميركي توماس برّاك أنه ليس أمام لبنان سوى نزع السلاح وفقَ جدول زمني لا يتجاوز الشهرين، وأن صبر الرئيس دونالد ترامب بدأ ينفد، كما أن الفرصة لن تبقى مفتوحة طويلاً للحلول»، مشيرة إلى أن «لقاء الموفد السعودي يزيد بن فرحان مع الرئيس سلام للتأكيد على ضرورة أن تقرّ الحكومة هذا الأمر داخل مجلس الوزراء وتحدّد الآلية، بينما يجري الضغط على الرئيس بري لإلزامه في أن يكون شريكاً في ردّ يتضمّن جدولاً زمنياً وهو ما يرفضه الأخير».
كما تستهدف زيارة ابن فرحان، الجو السنّي ليكون جزءاً من محاصرة حزب الله، وهو عقد لقاءات مع شخصيات سنّية من بينها النائب فيصل كرامي، ومن المهم كما تقول: «التركيز على الزيارة التي سيقوم بها المفتي عبد اللطيف دريان إلى سوريا، وهي زيارة رتّبها السعوديون أنفسهم».
وفي هذا الإطار، تقول المصادر إن «جزءاً أساسياً من مهمة ابن فرحان هو مناقشة ملف العلاقة مع سوريا وترسيم الحدود المشتركة مع لبنان ومن ضمنها مزارع شبعا التي تم الاتفاق على تسويق سوريّتها قبلَ أن تُصبِح رسمياً من حق سوريا، فهو أيضاً مسؤول عن الملف السوري».
في الموازاة، تبدي مصادر مطّلعة خشيتها من لجوء العدو إلى تصعيد عسكري ليرافق الضغط السياسي، وسط تهديدات وتسريبات بأن إسرائيل مستعدّة لعمل كبير في لبنان لتدمير منشآت لم يتركها حزب الله.
أما في ما خصّ موقف حزب الله، الذي قدّم الأمين العام الشيخ نعيم قاسم إشارات واضحة عليه في خطاباته الأخيرة، فقد علمت «الأخبار» أن اجتماعاً عُقد أول أمس بين الرئيس بري وعضو شورى حزب الله الحاج حسين الخليل بحضور النائب علي حسن خليل، للتشاور في ردّ موحّد.
وقالت مصادر عين التينة إن بري وحتى عون وسلام يعتبرون أن ورقة برّاك تحمل انحيازاً واضحاً لإسرائيل من دون مراعاة المصلحة اللبنانية، وهي غير محمولة بالنسبة إلى الدولة قبل حزب الله.
ولذلك فإن اللجنة لم تستطع حتى الآن الانتهاء من صياغة الجواب، إذ إن أعضاء اللجنة يبحثون عن صيغ تراعي المصلحة الوطنية ولا تؤدّي إلى تداعيات، لمّح إليها برّاك في ما يتعلق بردّة الفعل الإسرائيلية.