تحوّلت رحلة استجمام لعائلة تونسية على شاطئ مدينة قليبية، شمال شرقي البلاد، إلى كابوس مؤلم، بعد اختفاء الطفلة مريم، البالغة من العمر ثلاث سنوات، منذ يوم السبت الماضي، ما أثار صدمة كبيرة في الشارع التونسي وتعاطفاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي.
ولم تكن تدري تلك العائلة التونسية القادمة من فرنسا أن رحلة الصيف إلى قليبية ستتحول من نزهة على الشاطئ إلى أكثر الأيام حزناً في حياتهم. وفي ثوانٍ معدودة، خطف البحر الطفلة مريم، حيث سحبت التيارات البحرية القوية عوامة الطفلة إلى عمق البحر.
وروى تفاصيل الحادثة عم الطفلة لإذاعة «موزاييك»، حيث كانت مريم داخل «طوافة» مربوطة بحبل في خصر والدتها لتأمين سلامتها، إلا أن موج البحر العالي والرياح القوية تسببا في انفصال الحبل وفقدان الطفلة.
وقال عم الطفلة: «والد مريم لحق بها، وغاص قرابة 1.5 كم داخل المياه، وكان يتحدّث معها، محاولاً إنقاذها، إلا أنه شرب الماء، وكاد يغرق، قبل أن ألحق به وأنقذه، لكنني لم أستطع اللحاق بمريم التي أخذتها الرياح والأمواج العاتية إلى قلب البحر».
تمكن الحرس البحري بمدينة قليبية، مساء الاثنين، من العثور على جثة الطفلة مريم، التي فقدت منذ يوم السبت، بعد جهود بحث استمرت لأكثر من 48 ساعة، أثارت خلالها قضيتها تعاطفا واسعا في تونس والعالم العربي.
وعُثر على جثة مريم في عرض البحر قبالة سواحل مدينة بني خيار من ولاية نابل، وذلك في حدود الساعة السابعة مساء. وتبعد منطقة العثور عنها قرابة 20 كيلومتراً عن المكان الذي اختفت فيه، وهو شاطئ عين فرنز في قليبية، ما يعزز الفرضيات حول سحبها من التيارات البحرية القوية.
وبدأت السلطات التونسية في إجراءات تسليم الجثة إلى عائلتها المفجوعة، وسط حالة من الحزن العميق والذهول. وأكدت السلطات العثور على الطفلة مريم بلا نبض، وأن المنطقة التي تواجدت بها الأسرة خطرة، وتشهد تيارات قوية من الرياح، ولا تحظى بإقبال المصطافين، ولا يتوافر فيها سباحون منقذون.