بعد كلمتي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة حسان دياب خلال خلال الاجتماع الذي ترأسه رئيس الجمهورية قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، بحضور وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي، وسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن: سفير روسيا ألكسندر زاسبكين، سفير الصين وانغ كيجيان، سفير فرنسا برونو فوشيه، سفير بريطانيا كريستوفر ماكسويل رامبلينغ، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا، وممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، وذلك للبحث في موضوع التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب بموجب قرار مرتقب لمجلس الامن، تحدث السفراء.
السفير الروسي
اكد السفير الروسي تأييد بلاده لموقف لبنان مبديا الاستعداد للتنسيق، مقدرا بايجابية دور ” اليونيفيل” في المجالات كافة، وقال: “ان المطلوب الاستمرار في مهمة “اليونيفيل” من دون تغيير في مهماتها لان ذلك يتجاوب مع مصالح جميع الاطراف المعنيين لانه يخدم الامن والاستقرار. وشدد السفير زاسبكين على اهمية تعزيز الشراكة بين الجيش اللبناني و”اليونيفيل” وضرورة وقف الخروقات الاسرائيلية لسيادة لبنان، وتقديم الدعم الدولي للبنان في الظروف الصعبة التي يعيش فيها.
سفير الصين
وشكر السفير الصيني الرئيس عون مبادرته بالدعوة الى هذا الاجتماع واشاد بالدور الذي تلعبه قوات ” اليونيفيل” للحفاظ على الهدوء والاستقرار في منطقة عمليات القوة الدولية وعلى طول الخط الازرق. واعرب عن تأييد بلاده المبدأي للتمديد لــ ” اليونيفيل” مشيرا الى ان الصين سوف تشارك في المفاوضات حول مشروع قرار التمديد وستدفع لجهة زيادة فعاليتها. واشار الى ان بلاده سوف تواصل المشاركة في قوة ” اليونيفيل” وتعمل مع اعضاء المجتمع الدولي على المساهمة في الاستقرار والتنمية في لبنان.
سفير فرنسا
واشاد السفير الفرنسي بالدور الذي تقوم به القوات الدولية منذ استقدامها الى الجنوب، محييا ذكرى الشهداء الذين سقطوا في صفوفها، لافتا الى ان منطقة العمليات الدولية تبلغ مساحتها 1063 كيلو مترا مربعا وتضم حوالي 200 قرية، مشيرا الى ان دور ” اليونيفيل” مقبول من السكان المحليين. وقال ان منطقة الجنوب هادئة وهي من اكثر المناطق هدوءا في الشرق الاوسط ومهمة ” اليونيفيل” ناجحة بشكل اساسي ونشاطها ثابت وقد بلغ مجموع ما قامت به من مهمات خلال 2019، نحو 23 الف مهمة نفذتها مع الجيش اللبناني.
واضاف ان فرنسا ستعمل مع الدول الاعضاء في مجلس الامن في نيويورك كي تمدد مهمة ” اليونيفيل” سنة اضافية، وان تكون هذه المهمة ناجحة، لا بل نموذجا للنجاح في مسرح عمليات معقد جداً.
سفير بريطانيا
واعرب السفير البريطاني عن التزام بلاده بقرار مجلس الامن الرقم 1701 وللدور الذي تقوم به الــ ” اليونيفيل” في الحفاظ على مهمة السلام في الجنوب، لافتا الى انه عاين بنفسه اهمية هذا الدور من خلال الزيارات التي يقوم بها الى المنطقة. واشار الى ان بلاده تدعم استمرار مهمام ” اليونيفيل” وزيادة فعاليتها لتحقيق ما يريده المجتمع الدولي وهو تنفيذ القرار 1701.
واعتبر السفير رامبلينغ ان هناك مسؤولية على الجميع بوقف الخروقات، وان تتمكن “اليونيفيل” من القيام بمهامها من دون اية عوائق، لافتا الى تفهم بريطانيا للموقف اللبناني، معتبرا ان المناقشات التي تجري في مجلس الامن تشكل قاعدة لاي بحث في اي تطورات ممكنة في عمل ” اليونيفيل”.
سفيرة الولايات المتحدة الاميركية
وحثت السفيرة الاميركية اللبنانيين على اتخاذ موقف النقد الذاتي، داعية الى النظر الى ما يحدث شمال الخط الازرق. وقالت ان بلادها تثمن وجود “اليونيفيل” ومكونها البحري والالية الثلاثية، التي اعتبرت انها مهمة جدا وتساعد في خفض التوتر، مذكرة ان جنود “اليونيفيل” موجودون من اجل تطبيق القرار 1701 بالكامل، “ولا اعتقد انه يمكننا القول ان التطبيق الكامل لهذا القرار قد حصل. لذا نحتاج الى النظر في زيادة فاعلية “اليونيفيل” الى مداها الاقصى واذا لم تتمكن من تحقيق ولايتها بالكامل فعلينا ان نطرح الاسئلة حول اذا ما كان عددها الحالي هو الافضل”. ولفتت الى ان الاملاك الخاصة لا يمكن لليونيفيل ان تنفذ اليها، معتبرة ان المسألة يجب ان تعالج بصراحة ومن دون اي تردد.
وختمت “ننضم الى اخرين في تشجيع الطرفين على العمل لايجاد حل دائم بما في ذلك لمسألة الحدود البحرية والبرية والولايات المتحدة مستعدة للمساعدة في هذا الملف”.
كوبيتش
وألقى كوبيتش كلمة أكد فيها على استعداد الامم المتحدة لمساعدة لبنان ودعمه، وقال:” كما ذكرتم فخامة الرئيس في كلمتكم، نحن سنراقب دائماً ونرصد ونفيد عن الخروقات للقرار 1701 وسائر القرارات ذات الصلة وسنذكرها في تقاريرنا للامين العام، حيث نعبّر عن التزامنا الكبير بتطبيق هذا القرار وغيره من القرارات في تعاون وثيق مع بلدكم ومع المؤسسات والسلطات اللبنانية المعنية.”
وإذ ثمن في موقفه دعوة الرئيس عون الى هذا الاجتماع “المهم والفريد” فإنه اشار الى أن “لبنان شدد من خلال هذا الحدث أمام المجتمع الدولي وبشكل خاص أمام الاعضاء الدائمين في مجلس الامن على الاهمية الكبرى التي يوليها لعمل القوات الدولية العاملة في الجنوب ولعمل الامم المتحدة ومساهمة اليونيفيل في حفظ الامن والسلام في لبنان ومن المهم أن نرى أن اليونيفيل تبقى قوية في قدراتها واستمرار مساهمتها في الحفاظ على الهدوء على حدود الخط الازرق. ”
وشدد كوبيتش على تعزيز وتطوير الشراكة بين “اليونيفيل” والجيش اللبناني، معرباً عن تقديره استذكار الرئيس عون الشهداء الذين سقطوا من هذه القوات في سبيل الحفاظ على الهدوء في لبنان.
وأكد من جهة ثانية على اهمية “مساهمة لبنان ودوره الفاعل في اعداد التقرير المتعلق بالتقييم الذي نقدمه الى الامين العام”، لافتاً الى ان ذلك سيشكل قاعدة للانطلاق في مباحثات مجلس الامن في ما يتعلق بموازنة “اليونيفيل” وهيكليتها وعديدها وولايتها.