يحضر مشهد الحرب في غزة بقوة في فعاليات مهرجان كان السينمائي لهذا العام، من خلال عدد من الأفلام التي تتناول النزاع المستمر، أبرزها الفيلم الوثائقي “ضع روحك على كفك وامشِ”، الذي تروي بطولته مصورة شابة من غزة، فاطمة حسونة، استشهدت في قصف إسرائيلي في 16 نيسان، بعد يوم واحد فقط من علمها باختيار فيلمها للمشاركة في المهرجان.
ويُتوقع أن تثير عروض هذه الأعمال نقاشاً واسعاً، سواء خلال المؤتمرات الصحافية أو على السجادة الحمراء، كما حدث في دورة العام الماضي حين ارتدت الممثلة كيت بلانشيت فستاناً يحمل ألوان العلم الفلسطيني.
الوثائقي “ضع روحك على كفك وامشِ” من إخراج سبيده فارسي، يعرض ضمن فئة “أسيد” (ACID)، الأقل شهرة بين أقسام المهرجان، وهو بمثابة تكريم لفاطمة حسونة (25 عاماً)، التي وثّقت حياتها اليومية في غزة تحت القصف. وقد لقيت مصرعها مع عائلتها بعد يوم فقط من إدراج الفيلم ضمن برنامج المهرجان، ولم تنجُ سوى والدتها.
وفي تصريح مؤثر، قالت المخرجة الإيرانية اللاجئة في فرنسا: “كنا نؤمن حتى اللحظة الأخيرة أنها ستأتي إلى المهرجان، وأن الحرب ستنتهي. لقد أخطأنا عندما صدقنا ذلك، لأن الواقع تجاوزنا.” وأشارت إلى أن الفيلم يحفظ لحظات من حياة فاطمة، مضيفة: “ابتسامتها، نظراتها، عيناها الخضراوان… ستبقى إلى الأبد.”
وخلال المهرجان، يُقام معرض صور لفاطمة، التُقط معظمها خلال اتصالات فيديو بين المخرجة والشابة الغزّية، بسبب منع الصحافيين من دخول القطاع.
يشمل البرنامج أيضًا عرض فيلم “كان يا ما كان في غزة” للمخرجَين الفلسطينيين طرزان وعرب ناصر، وذلك ضمن قسم “نظرة ما”. كما تم إدراج فيلم “YES” للمخرج الإسرائيلي المعارض ناداف لبيد في اللحظات الأخيرة ضمن قسم “أسبوع المخرجين”. ويتناول العمل قصة موسيقي مكلف بتأليف نشيد وطني جديد في إسرائيل بعد 7 تشرين الاول 2023.
وتترقّب الأوساط السينمائية الكلمات التي ستُلقى في حفلة الافتتاح الثلاثاء، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت ستتطرق إلى الحرب. ففي مهرجان برلين الأخير، وصفت النجمة تيلدا سوينتون ما يحدث بـ”القتل الجماعي” و”الارتكابات اللا إنسانية”، دون تسمية مباشرة لإسرائيل.