«هبة باردة واخرى ساخنة» حكوميا. يخرج الرئيس المكلف نواف سلام عن صمته، لكن كلامه لا يضيف جديدا، كلام عام لا يوضح اين العقبات الحقيقية، التي تعيق ولادة الحكومة العتيدة؟ الاتفاق تم مع «الثنائي الشيعي» ومع «الاشتراكي»، اما باقي الافرقاء فلا تزال العقد على حالها، «الحرد» الارمني اضيف بالامس الى الاستياء لدى «الثنائي المسيحي» والغضب السني.
ثمة مَن في محيط الرئيس المكلف يضغط باتجاه نسف التفاهم مع حزب الله وحركة «امل»، باعتباره «اللغم» الذي يهدد تشكيل الحكومة، بحجة «اعتراض الآخرين على اختلال المعايير»، وفيما تصر «معراب» على تحميل سلام والحكومة الجديدة ومعها العهد، ما لا طاقة لهم بهم في هذه المرحلة، من خلال محاولة وضع شروط تعجيزية تتعلق بالحصول على تعهد من حزب الله حول ملف السلاح! يتسلل الشك الى المحيطين برئيس الجمهورية جوزاف عون، حيث بات القلق مشروعا من رغبة بعض المعطلين والمزايدين لفرملة انطلاقة العهد، لحسابات سياسية ضيقة تتجاهل دقة المرحلة الخطيرة، التي تمر بها المنطقة والانعكاسات المحتملة على الساحة اللبنانية.
المراوحة الداخلية، تتزامن مع حالة من الترقب لنتائج لقاء رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب اليوم، حيث تتخوف مصادر ديبلوماسية من انعكسات سلبية على عموم المنطقة، في ظل رغبة نتانياهو بالحصول على «جوائز» ترضية، تسمح له بتوسيع نفوذه في الشرق الاوسط، ويفترض ان يتبلغ لبنان النتائج رسميا حول مدى التزام قوات الاحتلال الانسحاب في 18 الشهر الجاري، يوم الخميس المقبل من الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس ، التي خلفت عاموس هوكشتاين، فيما يصل رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني الى بيروت بعد ظهر اليوم، لتهنئة الرئيس عون بانتخابه رئيسا، كما سيزور الرئيس بري والرئيس المكلف نواف سلام، ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي.
(الديار)