تشهد الساحة السياسية الأميركية تطوّراً لافتاً مع تصاعد الدعوات داخل الحزب الديموقراطي لحث الرئيس جو بايدن على الانسحاب من السباق الرئاسي المقرّر في الخامس من تشرين الثاني المقبل. وتأتي هذه المطالبات من مجموعة منوّعة من الشخصيات البارزة، بمن في ذلك برلمانيون ونجوم هوليوود وصحافيون معروفون.
في الكونغرس، دعا نحو عشرة أعضاء من مجلس النواب الأميركي بايدن إلى التنحي، معربين عن مخاوفهم بشأن قدرته على الفوز أمام الرئيس السابق والمرشح الجمهوري المُحتمل دونالد ترامب. وانضم إليهم السيناتور بيتر ويلش الذي أصبح أول عضو في مجلس الشيوخ يدعو صراحة الرئيس إلى الانسحاب “من أجل مصلحة البلاد”.
في هوليوود، وجّه الممثل جورج كلوني انتقاداً قوياً لبايدن في مقال نشره في صحيفة “نيويورك تايمز”، مشيراً إلى أنّ “المعركة الوحيدة التي لا يستطيع الانتصار فيها (بايدن) هي المعركة ضد الزمن”. وأضاف: “لن نفوز في تشرين الثاني مع هذا الرئيس”. وقد حظي موقفه بدعم من شخصيات فنية أخرى مثل المخرج روبرت راينر والممثل مايكل دوغلاس.
وقال الأخير الذي استضاف أيضاً حملة جمع تبرعات لبايدن في هوليوود في نيسان الماضي، إن كلوني يمتلك “وجهة نظر سليمة”، معرباً عن شعوره “بقلق عميق”. وكان الكاتب الشهير ستيفن كينغ قد وجه دعوة مماثلة الإثنين الماضي. أما المنتجة أبيغيل ديزني (حفيدة والت ديزني)، فقالت إنّها تخطط لتعليق تبرّعاتها لحملة الديموقراطيين طالما أنّ بايدن باقٍ في السباق.
من جهته، دعا ريد هاستينغز، أحد أكبر المانحين للحزب الديموقراطي والمؤسس المشارك لشركة “نتفليكس”، بايدن إلى الانسحاب من السباق “لإفساح المجال أمام زعيم ديموقراطي قومي لهزم ترامب”.
على الصعيد الإعلامي، دعت هيئة تحرير صحيفة “نيويورك تايمز” مرّتين الرئيس بايدن للانسحاب، وانضمت إليها أصوات من مجلة “ذا أتلانتيك” وصحيفة “واشنطن غلوب”.
يأتي هذا الضغط المتزايد وسط مخاوف من تراجع شعبية بايدن وقدرته على مواجهة ترامب في الانتخابات القادمة، وخصوصاً بعد ظهوره بشكل ضعيف أمام ترامب في المناظرة الأولى بينهم. وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تحول بعض الولايات التي كانت تعدّ معاقل ديموقراطية نحو الجانب الجمهوري.
ومع ذلك، لم يصدر أي تعليق رسمي من البيت الأبيض أو حملة بايدن حتى الآن بشأن هذه الدعوات. وتبقى الأنظار متجهة نحو رد فعل الرئيس وقيادة الحزب الديموقراطي على هذه الضغوط المتزايدة، في وقت يقترب فيه موعد الانتخابات الرئاسية الحاسمة.