الصعوبة الماثلة في طريق الحل السياسي، لا تعني في رأي المشاركين بالمحادثات على خط الوساطات، استحالة الوصول اليه، حيث يؤكّد هؤلاء لجصحيفة »الجمهورية» انّه كما انّ لبنان في حاجة الى الحل السياسي فإنّ اسرائيل وكما أسرّ لنا الموفدون، بذات الحاجة وربما اكثر لهذا الحل، جراء الضغوطات التي تتعرّض لها من قبل المستوطنين الذي تهجّروا من مستوطنات الشمال. ومن هنا فإنّ السقف العالي للمطالب التي طُرحت في بدايات المواجهات في جبهة الجنوب، لن يبقى بالتأكيد على ارتفاعه.
وبحسب هؤلاء، فإنّ الحل السياسي ربما يكون اسهل مما يُعتقد، وثمة ثلاث صور لهذا الحل:
الاولى: وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة. وهذا سيصاحبه فوراً وقف نهائي لعمليات «حزب الله» ضدّ مواقع الجيش الاسرائيلي والمستوطنات. وقد ابلغ «حزب الله» ذلك الى الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، واكّد على ما مفاده يتوقف العدوان على غزة، تتوقف العمليات هنا، وقد لا تكون هناك حاجة للتفاوض لكي تتوقف.
الثانية، التزام كل الاطراف قولاً وفعلاً بمندرجات القرار 1701 ومنع الخروقات البرية والبحرية والجوية. ولبنان اعلن عبر كل مستوياته التزامه الكلي بهذا القرار، والمطلوب الزام اسرائيل به.
الثالثة، وربما تكون الأكثر ترجيحاً، هي العودة بالوضع الى ما كان عليه قبل الثامن من تشرين الأول من العام الماضي أي عودة السكان اللبنانيين الى قراهم، وكذلك عودة المستوطنين الى مستوطناتهم، وبالتالي استئناف التعايش مع الوضع الذي كان سائداً دون اي استفزازات تُذكر على امتداد الحدود في تلك المنطقة، منذ العام 2006. اي منذ انتهاء عدوان تموز والوصول الى القرار 1701 قبل 18 عاماً.