يبدو أن المثل الدارج والمقتبس من قصيد المتنبي “مصائب قوم عند قوم فوائد” حقيقة لا جدال فيها، تمثلت مؤخراً في أحد المستفيدين من مصيبة الرئيس السابق دونالد ترامب ومحاكماته حيث جنى الأموال على حساب الأخير.
ففيما أمضى ترامب يومه الثلاثاء الماضي داخل قاعة المحكمة بوسط مانهاتن، كان أحد الشهود البارزين في قضية دفع الأموال المرفوعة ضده، على وسائل التواصل الاجتماعي ليتحدث عن مجريات المحاكمة، بينما استمع إليه الآلاف.
إذ خرج مايكل كوهين، المحامي السابق لترامب والشخصية المحورية في القضية الجنائية في بث مباشر عبر تطبيق “تيك توك” لمناقشة مجريات القضية، والذي يبدو أنه يكسبه فائدة مالية من خلال تبرعات المشاهدين، وفقاً لساعات من بثه المباشر، بحسب “اي بي سي نيوز”.
جاء النقاش المباشر رغم إعلان كوهين يوم الأربعاء الماضي على وسائل التواصل الاجتماعي أنه سيتوقف عن نشر أي شيء عن الرئيس السابق على موقع “إكس” حتى بعد أن يتخذ موقفه في المحاكمة الجارية، لاسيما أنه أحد الشهود المنظرين.
إلا أن هذه الخطوة التي سعدت بها النيابة العامة خصوصاً أنها لا تحبذ النقاش في القضية خارج أسوار المحكمة لم تستمر إلا لساعات قليلة، وفقاً لمصادر متعددة مطلعة على الأمر.
آلاف المشاهدين
إذ أطلق كوهين حسابه على “تيك توك”، وخرج في بث مباشر مع آلاف المشاهدين، وتحدث لفترة وجيزة عن ترامب والمحاكمة مع روزي أودونيل.
في حين أن بثه المباشر ليلة الخميس كان أقل تركيزاً إلى حد كبير على ترامب أو المحاكمة، فقد استضاف كوهين في كثير من الأحيان بثاً مباشراً لمدة ساعات على “تيك توك” حيث ناقش المحاكمة والرئيس السابق، وسط تفاعل من قبل آلاف المشاهدين الذين طرحوا عليه أسئلة وقدموا في بعض الأحيان تبرعات مالية.
وفي بث ليلة الثلاثاء وبينما كان كوهين يناقش شهادته المحتملة القادمة، أهداه أحد مستخدمي تيك توك “خوذة الفارس”، والتي تكلف 199 عملة تيك توك، ووضعت الهدية خوذة كرتونية على رأس كوهين، مما دفعه إلى التوقف لفترة وجيزة في منتصف الجملة قبل الاستمرار.
وتتيح إحدى الميزات الأساسية لمنصة تيك توك للمستخدمين مثل كوهين تحقيق الدخل من البث المباشر الخاص بهم من خلال السماح للمشاهدين بالتبرع بـ”الهدايا” أثناء مشاهدتهم.
هدايا و”ألماس”
وبعد انتهاء البث، يمكن تحويل الهدايا التي تبرع بها المشاهدون إلى “ألماس” للحصول على مكافأة، مثل أموال أو عناصر افتراضية، بحسب الموقع الإلكتروني للمنصة.
والمعلومات المتعلقة بالإيرادات متاحة فقط لصاحب حساب تيك توك، لذلك من غير الواضح مقدار الأموال التي يجنيها كوهين من بثه المباشر.
إلا أنه وفقاً لموقع شركة التواصل الاجتماعي كلما زاد عدد مرات البث المباشر والتفاعل مع الجمهور، زادت فرص جمع الماس وكسب المال.
ومن خلال جمع الماس، قد تتمكن من الحصول على مكافأة مالية أو عناصر افتراضية من تيك توك.
انخفاض نسب المشاهدة
في موازاة ذلك، ليس من الواضح ما الذي دفع كوهين إلى الإعلان علناً يوم الأربعاء أنه لن يتحدث بعد الآن عن ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن يبدو أنه لاحظ انخفاض نسبة مشاهدته نتيجة لذلك.
وليلة الثلاثاء، بينما كان يهاجم ترامب ويناقش آخر التطورات في المحاكمة، تراوحت نسبة مشاهديه بين 2000 و3000 شخص.
لكن يوم الأربعاء، بعد أن قال إنه لن يناقش المحاكمة بعد الآن، انخفض عدد البث المباشر إلى أقل من 800.
أحد منتقدي ترامب
وبحلول عطلة نهاية الأسبوع، عاد لمناقشة المحاكمة، وبث فيديو مباشراً على تيك توك مرة أخرى مساء الجمعة والسبت والأحد.
وفي بث يوم الجمعة، كرر كوهين ما أسماه “تعهده لنفسي” بعدم مناقشة ترامب أو المحاكمة الجارية، ولكن بعد لحظات، انتقد ترامب لإحضار بوريس إبشتين، أحد مستشاريه، إلى المحاكمة.
يشار إلى أن كوهين أحد المنتقدين لترامب على مدى السنوات الماضية، حيث سعى محامو ترامب إلى انتزاع مصداقيته كجانب أساسي من دفاعهم، ووصفوه أمام هيئة المحلفين بأنه مجرم “مهووس” يسعى وراء ترامب وله دوافع مالية.
