خلاف حزب الله والتيار ينتقل إلى الحكومة بعد رئاسة الجمهورية | الكنيسة تنقض ميثاقية الجلسة: القلق المسيحي وجودي (غسان سعود – الأخبار)

الخميس ١٩ كانون الثاني ٢٠٢٣

خلاف حزب الله والتيار ينتقل إلى الحكومة بعد رئاسة الجمهورية | الكنيسة تنقض ميثاقية الجلسة: القلق المسيحي وجودي (غسان سعود – الأخبار)

كان الاجتماع الشهريّ للمطارنة الموارنة ملتئماً في بكركي عندما كان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ينتقد «البدع» التي «اعتمدت في مرحلة الحرب لتسيير أمور الدولة»، متوقفاً عند «إيهام الناس بأمور غير صحيحة والتلاعب بغرائزهم الطائفية والمذهبية لغايات لم تعد خافية على أحد»، قبل أن يختم بأنه لن ينصت لـ«الأصوات المتحاملة» من هنا وهناك. ما هي إلا دقائق، حتى انضم صوت المطارنة «الأصوات المتحاملة»، فصدر من الصرح البطريركيّ (وليس من هنا وهناك) بيان رسمي يؤكد أنه «لا يحق لرئيس الحكومة المستقيلة أن يدعو المجلس للانعقاد من دون موافقة الوزراء، ولا يحقّ له أن يصدر مراسيم ويوقّعها من دون توقيع جميع الوزراء».

مع ذلك قرّر مكتب ميقاتي الذي يستنفر للرد على كل صغيرة وكبيرة، تجاهل مجلس المطارنة، ولم يشرح كعادته «الغايات غير الخافية على أحد» التي تحرك المجلس. علماً أن بيان المطارنة جاء تتويجاً لمواقف البطريرك بشارة الراعي الواضحة والصريحة في هذا الشأن، والتي استنفر ميقاتي قدراته الأخطبوطية للحد من التفاعل معها أو الترويج لها، سواء سياسياً أو إعلامياً. وهو ما يسمح بالقول إن ميقاتي، في حال كان القرار يعود له وحده، سيواصل التصرف بعد بيان المطارنة الموارنة كما قبله، فيما تتجه الأنظار إلى المكوّن المسيحي الوحيد في حكومته المتمثل بتيار المردة عموماً والوزير المحسوب على النائب فريد هيكل الخازن خصوصاً لمعرفة ما ينويان فعله بعد البيان، وإن لم يكن، تاريخياً، تأثير للبيانات السابقة لمجالس المطارنة على خيارات فرنجية السياسية.
وإذا كان بيان المطارنة الموارنة قد أتى بعيد بيان ميقاتي، فإنه أتى أيضاً غداة كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله التي تطرق فيها إلى قضايا عدة توقف عندها مجلس المطارنة أيضاً. فبعد إشارة نصرالله إلى أن «أغلبية الخبراء الدستوريين» يقولون بدستورية اجتماع الحكومة، أكد مجلس المطارنة أنه «استناداً إلى الاجتهاد والفقه القانوني والنقاش الأكاديمي والمادة 62 من الدستور لا يحق لرئيس الحكومة المستقيلة أن يدعو المجلس للانعقاد». ومقابل إسهاب الأمين العام لحزب الله في تأكيد أن «لا نية لدى أحد بتغييب الموقع المارونيّ الأول»، قال مجلس المطارنة كلاماً هو الأول من نوعه عن «مُخططٍ» لإحداثِ فراغٍ في المناصب المارونية خصوصاً والمسيحية عموماً.

لا شكّ في أن الجزء الأول من بيان مجلس المطارنة سيحظى بالاهتمام السياسي الأكبر، فيما الجزء الثاني هو الأكثر خطورة في تبنيه فكرة «نية خفيّة ترمي إلى تغيير هويّة لبنان» و«تلاشي الدولة لوضع اليد على أشلائها». وهو كلام لا يمكن فصله عن البند السادس الذي يكاد لا يخلو بيان للمطارنة منه حول «تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية». إذ تشير الأرقام التي يتداولها المطارنة الموارنة إلى نزيف ديموغرافي كبير. فقبل 17 تشرين الأول 2019، كان لتراجع قطاعات العقارات والسياحة والمقاولات تأثيره على الهجرة المسيحية، قبل أن ينهار القطاع المصرفي وتتراجع قدرات قطاعي الاستشفاء والتعليم (بعد 17 تشرين) بكل ما تمثله هذه القطاعات على الصعيد التوظيفي المسيحي، ما يفتح أبواب هجرة يمكن للطوائف الأخرى تحملها بعكس المسيحيين. وهذا ما يقابل بلا مبالاة من جهة و«تصدّ وصمود» من جهة أخرى، من دون أن يعير أحد اهتماماً جدياً لهواجس المرجعيات المسيحية وقلقها من عدم وجود أي قدرة ديموغرافية على تحمل هذا الاستنزاف الجديد.
وعليه، يرتبط الجزء الأول من بيان مجلس المطارنة بالحدث السياسي الآني المتعلق بعمل مجلس الوزراء، ويمثل دعماً كبيراً لموقف التيار الوطني الحر بما يحول دون مواصلة ميقاتي ومن خلفه تصوير المشكلة كما لو أنها خاصة مع رئيس التيار جبران باسيل. وهنا، يفترض بالتيار أيضاً أن يجتهد لوضعها في خانة المشكلة مع مجلس المطارنة مجتمعاً لا معه هو شخصياً.
أما الجزء الثاني فيتناول المشهد العام الأوسع، متناغماً أيضاً مع ما يطرحه التيار لجهة المقاربة الشاملة للأزمة بدل الوقوف عند جزئية من هنا وأخرى من هناك. علماً أن من يطلعون على نقاشات الإكليروس المارونيّ مع السياسيين والإعلاميين والأكاديميين «يُصدم» من المواجهة الشرسة التي تخوضها الكنيسة من أعلى هرمها اللبنانيّ ضد الأفكار الانعزالية والتقسيمية التي تدغدغ جيلاً جديداً من الموارنة، إضافة إلى جيل قديم لم تجذبه الموجة التقسيمية السابقة وبات مقتنعاً اليوم أن خياراته في ما يخص بناء الدولة، والدولة العادلة، والتحالفات السياسية الطائفية، كانت خاطئة.

لا يعني هذا أن الفيدرالية المستحيلة تقف خلف الأبواب، ولكن ينبغي التأكيد أن بيان المطارنة الموارنة وضع في بنوده أمس الإصبع على حالة قلق وجودي يعيشها مسيحيون كثر. فطوال عقود كان الانقسام المسيحي يتركز بين قوات لبنانية تريد، بعيداً عما يقوله سمير جعجع في خطاباته، لبنانَ مسيحياً، وعونيين يقولون إن لبنان «أصغر من أن يقسّم» ويعدون الناس بدولة قوية عادلة تنصف الجميع. وإذا بانهيار ما تبقى من هذه الدولة (اقتصادياً واجتماعياً وتربوياً واستشفائياً ووظيفياً) يحصل في العهد العونيّ ليقفزوا إلى خلاصات تسمح بتوحيد المزاج المسيحي العام خلف اللامركزية الموسعة الإدارية والمالية وغيرهما.التركيز العوني ينصب في هذه المرحلة على تجاوز التفاهمات التي لا يمكن تطويرها إلى تفاهمات بديلة

الأمين العام لحزب الله أشار في خطابه إلى أن الحزب كان يعلم أن لمشاركته في الاجتماعات الحكومية «تداعيات قبلنا بها». وإذا كانت التداعيات السياسية الوحيدة هي تلك المرتبطة بتوتر العلاقة بين الحزب والتيار، فقد عبّر الأمين العام بوضوح عن قبول الحزب بهذه التداعيات، من دون أن يتضح ما إذا كان السيد قد قصد باسيل بقوله إن «بعض الزعماء الذين لا يحسون بمعاناة الكهرباء لأن لديهم كهرباء ليل نهار»، طالما أن باسيل كان المعارض الوحيد لانعقاد الجلسة بحجة تأمين الكهرباء.

تجدر الإشارة إلى أن رئيس التيار كان قد تدخل مباشرة بعد الخطاب السابق للأمين العام لضبط إيقاع الردود والتعليقات العونية، فيما كانت الأمور أسهل بكثير أمس، بحكم الالتزام العونيّ الرسمي بعدم التعليق. في ظل تأكيد مصادر عونية أنها لم تكن تتوقع أي مقاربة مختلفة بعد «التزام الحزب» بنقل التباين في وجهات النظر بينه وبين التيار من الملف الرئاسي إلى الملف الحكومي أيضاً. ولا شك هنا أن التركيز العوني ينصب في هذه المرحلة على تجاوز التفاهمات التي لا يمكن تطويرها، لتطوير تفاهمات بديلة، حيث يمكن الانتقال مع البطريركية المارونية مثلاً من التماهي في الملف الحكومي إلى التماهي أيضاً في ملف التحقيق في قضية تفجير مرفأ بيروت، والتحقيقات المالية الأوروبية طالما رحّب المطارنة بها في بيانهم. وإذا كان تمايز التيار عن الحزب في هذين الملفين سابقاً للتوتر الأخير، فإن المرجح أن تتسع الهوة هنا أكثر. وإذا كانت بعض مصادر الحزب قد وجدت في كلام المطارنة عن اجتماعات الحكومة مدخلاً للمخرج كونه يسحب الغطاء الميثاقيّ المسيحيّ بالكامل عن حكومة ميقاتي، فإن ذلك سيزيد الأمور تعقيداً مع التيار بدل أن يحلها، حيث بات موقف الحليف (التيار) لا يكفي وحده ويحتاج إلى حليف معه (البطريركية).

شارك الخبر

مباشر مباشر

10:48 am

الميادين: غارات إسرائيلية على بيت لاهيا شمالي قطاع غزة وسط استمرار القصف المدفعي

10:39 am

طقس متقلّب ومنخفض جوي متوسط الفعالية في طريقه الى لبنان

10:20 am

الرئاسة الفرنسية: الرئيس الصيني يزور باريس في 6 ايار المقبل

10:11 am

استشهاد 19 فلسطينياً وإصابة آخرين جراء عدوان إسرائيلي على مدينة رفح

10:09 am

هيئة البث الإسرائيلية: وفد إسرائيلي يتوجه إلى القاهرة غدا لبحث صفقة تبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار

10:09 am

سيجورنيه من الرياض: محادثات وقف إطلاق النار في غزة تحرز تقدمًا لكنّها لا تزال تتسم بالحذر

10:07 am

هيئة البث الإسرائيلية: وفد إسرائيلي يتوجه إلى القاهرة غدا لبحث صفقة تبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار

10:04 am

توقيف عصابة تزوير مستندات ومعاملات رسمية بكمين محكم

09:54 am

إطلاق أكثر من 30 صاروخاً في اتجاه اصبع الجليل

09:50 am

وسائل إعلام إسرائيلية: صفارات الإنذار تدوي في عدد من مستوطنات الشمال

09:42 am

اعلام العدو: يُصرّ حزب الله على ربط القتال في الشمال بالقتال في غزة

09:32 am

جريح بحادث سير على أوتوستراد حالات

09:25 am

الذهب يتراجع مع انحسار آمال خفض الفائدة الأميركية

09:19 am

“تجدد”: نرفض مشهد العراضات المسلحة

09:13 am

وفاة المخرج والسيناريست المصري القدير عصام الشماع

09:07 am

النفط يهبط مع انحسار مخاوف اتساع نطاق الصراع بالشرق الأوسط

09:03 am

من إسرائيل وأميركا.. محاولات لمنع “أمر اعتقال نتنياهو”

08:48 am

تعطل شاحنة على الطريق الدولية محلة عاليه نزولا باتجاه الكحالة

08:34 am

قصف متقطّع لأطراف علما الشعب والناقورة فجرًا بعد غارات ليلا خلّفت أضرارا مادية جسيمة

08:30 am

الاحتلال دمّر 103 مدارس وجامعة و243 مسجداً و3 كنائس في غزة

08:14 am

“القيادة المركزية الاميركية” : إسقاط 5 مسيّرات فوق البحر الأحمر

08:02 am

بلينكن وصل إلى السعودية المحطة الأولى من جولته الشرق أوسطية

08:00 am

هل ينجح المركزي في إحياء بطاقات الدفع؟

07:57 am

احصاءات غرفة التحكم: قتيل و14 جريحا في 7 حوادث سير خلال 24 ساعة

07:56 am

شهداء بينهم أطفال ونساء في قصف الاحتلال منزلا في غزة

07:53 am

«اليونيفيل» قلقة جراء بلوغ الضربات «مسافات أعمق» في جنوب لبنان وإسرائيل

07:39 am

أخبار هوكشتاين تنقطع في تل أبيب..

07:36 am

جعجع وحيداً: الأمر ليس لك

07:33 am

الطرح الفرنسي الجديد يصطدم برفض «حزب الله» فصل المسار اللبناني عن حرب غزة

07:27 am

لا زيارة قريبة لهوكشتاين… وتخوّف أميركي من صيف ساخن في لبنان

07:21 am

سيجورنيه يُحذر: من دون رئيس لا مكان للبنان على طاولة المفاوضات

07:03 am

محاولة جديدة لفصل لبنان عن غزة

06:59 am

غادر سيجورنيه والإقتراح لم يصل..

06:57 am

سيجورنيه لبري: الورقة الفرنسية “ستكون عندك في الساعات المقبلة”

06:55 am

مقترحات سيجورنيه المعدّلة تنتظر ردّ إسرائيل

06:51 am

عناوين الصحف ليوم الأثنين 29 نيسان 2024

06:49 am

أسرار الصحف ليوم الإثنين في 29 نيسان 2024

12:20 am

بكلفة 35 مليار دولار.. مبنى جديد للمسافرين في أكبر مطار بالعالم

11:19 pm

ميسي يسجل رقما قياسيا في ليلة استثنائية

11:09 pm

“القسام” تستدرج قوة إسرائيلية إلى كمين ألغام وسط غزة