يزور الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس لبنان اليوم، فيستقبله رئيس الحكومة عند التاسعة صباحاً في مطار بيروت الدولي، وينتقلان معاً الى السرايا الحكومية مباشرة حيث تُقام للرئيس الضيف مراسم الاستقبال الرسمية ثم تُعقد محادثات ثنائية وموسّعة تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين والملفات المشتركة، ولا سيما منها تلك التي تتصل بأزمة المهاجرين غير الشرعيين وقضايا اقتصادية وانمائية مشتركة.
ويرافق وفد وزاري كبير الرئيس الضيف، ويضمّ الى رئيس الحكومة وزراء الدفاع والداخلية والخارجية والاشغال العامة والنفط وعدداً من المستشارين الديبلوماسيين والإداريين والأمنيين، وسيشارك في المفاوضات الموسّعة الى جانب رئيس الحكومة، نظراؤهم اللبنانيون، قبل ان تُعقد خلوة بين ميقاتي وخريستودوليدس الذي سينتقل في نهايتها الى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وعشية الزيارة، قالت مصادر ديبلوماسية عبر “الجمهورية”، انّ عنوانها الرئيسي يتوقف عند الشكوى القبرصية من الهجرة غير الشرعية التي لم يشاركها لبنان المعاناة نفسها إن لم تكن معاناته أكبر مما تعانيه الجزيرة الجارة. فلبنان ليس مصدراً وحيداً لمثل هذه الشكوى ولا قبرص هي الدولة الوحيدة الشاكية وليس لبنان مصدراً لمثل هذه المشكلة الناجمة عن الحرب في سوريا وقبلها في العراق وما شهدته الأراضي الفلسطينية المحتلة من هجرة ونزوح كثيف في اتجاه لبنان قبل التوجّه الى دولة ثالثة. ولذلك لم يكن الساحل اللبناني مصدراً وحيداً للهجرة في اتجاهها، بعدما كانت مقصودة ايضاً من سواحل دول شرق المتوسط ومنها سوريا وتركيا وغيرهما من دول شمال افريقيا ايضاً.
ولفتت المصادر، الى انّ قبرص سبق لها ان رفعت شكواها الى الإتحاد الأوروبي الذي يعطي هذه المسألة أهمية قصوى، تلبية لشكاوى قبرصية ويونانية وإيطالية وغيرها من الدول المستهدفة بقوافل المهاجرين المنظمة والعشوائية في آن، سواءً تلك التي انطلقت من دول شرق المتوسط أو جنوبه على خلفية ما سُمّي “تزايد أعداد الوافدين من الشرق الأوسط” الى الدول الاوروبية. وقالت المصادر “إنّ الاستعدادات جارية في الاتحاد الاوروبي لطرح مجموعة من الأفكار ومشاريع الاتفاقيات التي دُشن أولاها مع مصر في 17 آذار الماضي، حيث وقّعه الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الجانب المصري ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن الجانب الاوروبي في حضور رؤساء وزراء 5 دول هي: إيطاليا، بلجيكا، قبرص، اليونان والنمسا، وجاءت مشاركتهم لترتقي بالعلاقة بين الطرفين الى ما هو أبعد من “مكافحة الهجرة غير الشرعية” بما يؤدي الى إطلاق مسار ترفيع العلاقات بينهما إلى مستوى “الشراكة الاستراتيجية الشاملة”.
وتكتسب زيارة الرئيس القبرصي للبنان اهمية قصوى لأنّها ستكون محطة من جملة محطات اخرى تمهّد للمؤتمر الذي تستعد بروكسل لاستضافته في نهاية ايار المقبل من ضمن مسلسل المؤتمرات الخاصة بالنازحين السوريين، وستليها محطات أخرى يتمّ التحضير لها في اتجاه اكثر من عاصمة اوروبية سبق لوزارة الخارجية اللبانية ان بدأتها مع عدد من العواصم الاوروبية وخصوصاً دول شمال المتوسط، وهي تتواصل حتى تلك اللحظة.