المدى خاص جنان جوان أبي راشد
مترافقة مع الشحّ في الدولار، أزمةُ المحروقات من بنزين ومازوت باتت كقصة إبريق الزيت، إذ من المتوقع أن تتجدّد في الفترة المقبلة بحسب ممثل موزّعي المحروقات في لبنان فادي ابو شقرا الذي حذّر من إمكان نفاد المخزون لدى محطات البنزين، وأن يتأثر عمل مولدات الكهرباء الخاصة بالنقص في المازوت.
واوضح أبو شقرا في حديث ل”المدى” أن الزيادة في التقنين في ساعات الكهرباء أدت الى زيادة في الطلب على مادة المازوت التي تؤمّن منها منشآتُ النفط ما يتراوح بين 30 و40% من حاجة السوق، وقد باتت الكميات المستوردة من هذه المادة غير كافية على حد تعبيره، في حين أن مادة البنزين غير المتوفرة إلا لدى شركات النفط المستوردة شحيحة أيضاً، والحلحلة التي شهدناها الاسبوع الماضي هي فقط بمثابة مُسكِّنات كما وصفها أبو شقرا.
وشكر أبو شقرا تجاوب بعض الشركات المستوردة للنفط التي تُسلِّمُ الموزعين الكميات بحسب الجداول والعقود، في حين أن هناك بعض الشركات اعلنت أنها ستقفل أبوابها الاثنين، علماً أن هناك اقفالاً الثلثاء بسبب العطلة الرسمية كما قال. وحذر أبو شقرا من تداعيات التأخير في صرف الاعتمادات للبواخر التي تنتظر في البحر لتفريغ حمولتها على المخزون.
وعن المخزون الموجود في المحطات، أشار الى انه حالياً متوفّر والمحطات التي تمتلك مخزوناً عليها أن تبيع، الا أن أبو شقرا أضاف: “لكن هذا المخزون لا يكفي لفترة طويلة”، من دون أن يحدِّد تاريخاً لنفاده، مكرّراً التأكيد أن هناك بعض الشركات المستوردة تسلّم الموزّعين، فيما البعض الآخر منها لا يقوم بالتسليم، قائلاً: “لا نتمنى حصول أزمة لذلك ننبّه مسبقاً ونتحدث بكلّ شفافية كي لا تحدث أي أزمة في الأسبوع الطالع إذا لم تُحلّ المشكلة في ما يتعلق بالشركات وبتفريغ البواخر”.
وعن سبب عدم تفريغ بواخر المازوت، أعلن أن ذلك سيتظهّر الاثنين، اذ ستتبيّن مكامنُ المشكلة، وما اذا كانت في موافقة مصرف لبنان على الصرف أو لدى البنوك المراسلة، وتابع: لكن من المؤكد أن الأمر يتعلّق بشحّ الدولار، والمصارف لم تعمد بعد الى تحويل الأموال للبواخر، مناشداً بحلّ هذه المشاكل قبل حدوث ازمة. واكد التعاون الكامل مع وزارة الطاقة مشدداً على جهودها، لكنه ناشدها مع المعنيين بهذه المسألة بضرورة إيجاد الحلّ لمصلحة المواطنين اللبنانيين.
واذ تمنى أبو شقرا الإسراع في تشكيل حكومة “لأننا غير قادرين على الاستمرار بالوضع الحالي”، اعترض على السعر الذي افتُتح فيه الدولار في منصة ” sayrafa” ، معلناً أن موزّعي المحروقات لم يبدؤوا بعد باستخدامها.
تجدر الاشارة الى أن المديرية العامة للنفط، كانت قد أوضحت الاحد أن “منشآت النفط في طرابلس والزهراني سلّمت السوق هذا الأسبوع 20 مليون ليتر من المازوت، وفق نظام الحصص المعتمدة ولجميع المناطق”.
وأكدت “أنها ستقوم بتأمين حاجات السوق الأسبوع المقبل، وفق روزنامة التسليم المعتمدة، علماً بأن باخرة مازوت متوقعٌ وصولُها نهاية الأسبوع”. بحسب بيان المديرية.