رندلى جبور- خاص “المدى”
كلما غيّمت في منطقة ما من هذا العالم، أمطرت في طرابلس اللبنانية. فالعاصمة الثانية للبنان تُستخدم كصندوق بريد سياسي وأمني، وآخر المشاهد فيها التحركات التي رافقها حرق للعلم الفرنسي على خلفية كلام الرئيس إيمانويل ماكرون والمتعلق بالرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد.
طبعاً الإساءة لأي دين أو صاحب معتقد مرفوضة، ولكن قطع الرؤوس والتطرف مرفوض أيضاً، وإذا حلّت هذه المعادلة يصبح العالم أكثر أماناً.
طرابلس اللبنانية “شغالة” على خط الصراع الفرنسي- التركي في المنطقة، وإدخال طرابلس في الصراعات والأزمات ليس بجديد. والناشط والباحث السياسي شادي نشابة يقول للمدى أن طرابلس دائماً تُستخدم كصندوق بريد سياسي وذلك منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مؤكداً أن أهالي لا يريدون أن تكون مدينتهم صندوق بريد بل يريدون الحضارة والتنمية والاستثمار الاقتصادي خصوصاً أنها أفقر مدينة على المتوسط، ولذلك يسهل استغلالها واستغلال بعض أبنائها.
والمسؤولية وفق نشابة تقع من جهة على المواطن الذي يقوم بخيارات خاطئة في الانتخابات ويمتنعون لاحقاً عن المساءلة، ومن جهة ثانية سياسيي المدينة الذين لم يحاولوا يوماً استغلال الموارد المتوافرة في التنمية وتحريك عجلة الاقتصاد ويعدد أبرز المقومات التي لا يتم استغلالها بالشكل الملائم مثل مرفأ طرابلس ومعرض رشيد كرامي الدولي ومطار القليعات والمنطقة الاقتصادية الخالصة، مذكراً كيف أن الصين الشعبية أتت منذ عشر سنوات لاستثمار معرض رشيد كرامي لكن سياسيي المدينة أرادوا الدخول في بازار المحاصصة وفرطوا المشروع.
أهل طرابلس هم أبناء علم وثقافة واعتدال. وطرابلس مدينة حضارية بقدرات هائلة، فأقفلوا البريد وافتحوا أبواب النهضة.