رندلى جبور – خاص “المدى”
Chute libre- سقوط حرّ لسعر خام النفط الاميركي بحيث هوى إلى حوالى 37 دولار سالب أي ما دون الصفر في تداولات الاثنين لأول مرة في التاريخ، لدرجة أن بعض الاعلام سمّى هذا اليوم بالاثنين الأسود. وانهالت التحليلات والكتابات في الموضوع وأجمعت كلّها على أنها المرة الاولى التي يدفع فيها المنتج للمستهلك ليشتري البضاعة، والأسباب الأبرز التي أوردتها الكثير من القراءات هي:
أولاً: عدم دخول اتفاق خفض الانتاج لدى أوبك بلاس وروسيا حيز التنفيذ الذي يبدأ في أيار المقبل، واستمرار المنتجين الاميركيين بالانتاج رغم استمرار الانخفاض في الأسعار.
ثانياً: تراجع الطلب على النفط بفعل الأزمات المالية والسياسية بداية، ثم بفعل كورونا التي عطّلت الاقتصاد والمصانع وحركة النقل والمواصلات.
ثالثاً: امتلاء الخزانات بالنفط ما اضطرّ الشركات إلى استئجار ناقلات نفط ضخمة لتخزين الخام الفائض وهذا مكلف للغاية.
رابعاً: التخبط داخل الإدارة الاميركية، والصراع الروسي السعودي حول حجم الانتاج قبل الاتفاق، والتجاذبات السياسية الدولية.
وعلى الرغم من أن هذا الحدث له وقع الزلزال، إلا أن الكثير من المحللين يعتبرون أنه مرحلي وموقّت وسيخف وهجه مع عودة العجلة الاقتصادية إلى الدوران تدريجياً، ومع بدء ظهور نتائج اتفاق أوبك بلاس.
وفيما يعتبر البعض أن الانعكاسات ستكون سيئة جداً على الدولار وعلى شركات التنقيب والانتاج الأميركية وأن أكثر من خمسمئة شركة ستعلن الافلاس لأن حتى العشرين الدولار للبرميل هو سعر كارثي، وان الصين ستكون أكثر من يستفيد من هذا الوضع، يعتبر البعض الآخر أن الولايات المتحدة استفادت لاعادة تعبئة الخزانات استراتيجياً، وأن دونالد ترامب سيستفيد من هذا الانهيار لإعادة إطلاق حركة الاقتصاد الذي بالنسبة إليه يتقدّم على الانسان.