علــــي شــكر
بعد أكثر من شهر على اندلاع الحرب بين “ارمينيا” و”اذربيجان” حول اقليم “ناغورنو قر باغ”، استيقظ “الارمن” على توقيع رئيس حكومتهم “نيكول باشينيان”، “ورقة “استسلام” مقراً بهزيمته لخصمه الرئيس الاذربيجاني “الهام علييف”.
أهم بنود الاتفاق
الاتفاق الذي وُقع برعاية روسية ينص على احتفاظ كل طرف بما استولى عليه من أراضٍ خلال المعارك وقد استولت اذربيجان على 60 بالمئة من اراضي الاقليم ومن ضمنها مدينة “شوشي” الاستراتيجية والمطلة على العاصمة والتي حسمت المعركة لصالح القوات الأذرية.
ويلزم الاتفاق ارمينيا بإعادة منطقة “كيلباجار” لاذربيجان بعد 3 ايام و”أغدام” الاسبوع المقبل فيما تُسلم “لاتشين” مطلع الشهر المقبل.
كذلك، ينص الاتفاق على تولي قوات روسية مهمة حفظ السلام على طوال خط وقف اطلاق النار في قره باغ وطول ممر “لاتشين”.
لماذا وقعت ارمينيا؟!
لم يكن أمام رئيس الحكومة الارمينية “نيكول باشينيان” اي خيار سوى “التوقيع” في ظل تفاوت كبير بالقدرة العسكرية بين قوات بلاده والجيش الاذربيجاني مدعوماً من تركيا، والذي بدا واضحاً منذ فجر 27 ايلول الفائت يوم اندلاع المواجهات.
وعلق “باشينيان” على توقيعه، قائلاً: “الوثيقة الموقعة بشأن قره باغ، لا تعني حلا نهائيا للقضية.. في الوضع الحالي، كان قبول الشروط المقدمة هو السبيل الوحيد لتجنب خسارة “أرتساخ” (التسمية الأرمنية لـ”قره باغ”) بأكملها وآلاف الوفيات البشرية”.
في غضون ذلك، لم تستجب روسيا لاغاثة ارمينيا رغم معاهدة الدفاع المشترك الموقعة بين البلدين واعتبرت موسكو أنها معنية في الدفاع عن أرمينيا في حال الاعتداء على العاصمة الارمينية “يريفان” وليس على اقليم “ناغورنو قر باغ”.
ويعتبر مراقبون أن روسيا تقصدت رؤية هزيمة القوات الارمينية في قر باغ وتوجيه صفعة لرئيس الحكومة الارمني بعد “ادارة” ظهره لروسيا خلافاً لما هو سائد منذ اكثر من 100 عام.
والهدف الروسي لم يكن فقط توجيه درس لارمينيا فقط انما جعل مسألة الاقليم بمثابة الهدية لـ”أذربيجان” او لـ”تركيا” بمعنى أصح لمقايضتها بـ”هدية” اخرى على مسرح المنطقة بدءًا من سوريا وصولاً الى ليبيا وغيرها من اماكن النفوذ التركي.
ردود الافعال
على بعد ساعات قليلة من اعلان “علييف” الـ”نصر” نزل الاذربيجانيون الى شوارع وأزقة العاصمة “باكو” للاحتفال بما اعتبروه استرجاعاً لحقوقهم التي سُلبت منهم منذ العام 1994.
في المقابل، ملأت الاحتجاجات العاصمة الارمينية “يريفان” على خلفية موافقة الحكومة على الاتفاق حيث اقتحم محتجون مبنى البرلمان، مطالبين باستقالة “باشينيان” وإلغاء الاتفاق، في حين أضرم عدد من “الارمنيين” النيران في البيوت التي كانوا يسكنوها قبل ساعات من اخلائها لكي لا يستفيد منها الاذربيجانيون.
@BBCWorld deemed #fakenews by @presidentaz. It's all an elaborate hoax against az/tu for what? To give away 80% of #Artsakh, gain 150k homeless #Armenians & gain literally nothing but loss?
If #RecognizeArtsakh had happened the gain would've been #JusticeForArmeniaNow, not loss. pic.twitter.com/SnIM0BnE13— Jesse Clark (@Universal91504) November 13, 2020
وعلى مدى 40 يوماً، لم تكن الخسارة الارمينية بسيطة واذا قبلت بها الحكومة لا يعني ان الشعب قد قبلها اذ يبقى اقليم قره باغ جرحاً يُفتح كلما تغيرت موازين القوى في المنطقة، فيما تبقى الانظار شاخصة خلال الايام القلية المقبلة نحو ما يمكن ان تتخلى عنه تركيا مقابل الهدية الروسية ومن المرجح أن يكون اتفاق سياسي ينهي مسألة “ادلب”.