جنان جوان ابي راشد – خاص “المدى”
أولاً: لا فاعلية لعلاج مرضى كورونا عبر دواء ريمديسيفير بحسب منظمة الصحة العالمية، وثانياً: على الرغم من أنه تقدمة من الدولة المصرية للبنان بطلب من وزارة الصحة، فهو يباع في السوق السوداء ويصل سعره الى 4000 دولار بحسب 3 أطباء!
فقد علّق رئيس الهيئة الوطنية الصحية الدكتور اسماعيل سكرية في بيان على إرسال مصر كمية من حقن الريمديسيفير “REMDESIVIR” تلبية لطلب عاجل من “الجانب اللبناني” كتقدمة في دفعة هي الثالثة من نوعها، قائلاً إن منظمة الصحة العالمية سحبت دواء ريمديسيفير من التداول منذ اكثر من شهر، وهو يباع في السوق السوداء في لبنان. وقد أكد لـ”المدى” وصول سعره الى 4000 دولار، بعد تسرّب عيّنات من الدفعة الثانية التي ارسلتها القاهرة، فيما سُحب الدواء من قبل منظمة الصحة العالمية وفرنسا.
وفيما تعذّر علينا الاتصال بوزارة الصحة للاستيضاح عن الجدوى من طلب هذا الدواء، حملنا المسألة الى أخصائيَين في الامراض الجرثومية، الدكتور عيد عازار وهو عضو لجنة متابعة الاجراءات المتعلقة بكورونا، والخبير والباحث في الامراض الجرثومية الدكتور سامر صقر.
عازار: لا فاعليّة ل”REMDESIVIR”
واعلن عازار لـ”المدى” ان ليس من صلاحية لجنة كورونا الحكومية طلب ادوية، موضحاً أن منظمة الصحة العالمية أجرت دراسة منذ حوالى شهر، وتشير الى ان فاعلية “REMDESIVIR” محدودة أو لا فاعلية له أبداً، وأنه لم يكن لهذا العقار اي تأثير على انخفاض نسبة الوفيات بكورونا في العالم.
وأضاف عازار: إن المنظمة لا تسحب دواء من التداول، و”REMDESIVIR” حاصل على موافقة منظمة الـ FDA. وأشار في الوقت عينه الى أن اطباء الامراض الجرثومية في مستشفى القديس جاورجيوس لم يستخدموا هذا الدواء لعدم فاعليته الا في حالات نادرة جداً ولدى اصرار أهالي المرضى. واعتبر أن البعض “يتعلّق بحبال الهواء” فيبيع ما يملكه للحصول على هذا الدواء الذي لا فاعلية له، والذي يباع في السوق السوداء بأسعار خيالية.
صقر: “REMDESIVIR” فعّال مع عقار آخر
أما الخبير والباحث في الامراض الجرثومية الدكتور سامر صقر فقد شرح من ناحيته ما ورد في آخر الابحاث في هذا المجال، لافتاً الى أن ما ورد في تقرير (مرفق ربطاً) نُشر في 19 الشهر الماضي ويدل على أن ان”REMDESIVIR” لا يستخدم الا في المستشفى ومترافقاً مع عقار آخر هو Baricitinib.
وأوضح صقر لـ”المدى” أن هذا العلاج معتمد في الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي وبموافقة ال FDA في مرحلة محددة وللمرضى الذين أصبحوا في وضع يحتاجون فيه الى التنفس الاصطناعي وفي حالة متقدّمة من المرض، وقد أدى اعطاء العقارين بحسب الدراسة الى تسريع علاج قسم كبير منهم، في حين أنه ظهرت على 26% ممّن أجريت عليهم الدراسة وعددهم 1063، عوارض جانبية.
وأسف صقر لاستبعاده اعتماد هذا البروتوكول في لبنان (العقارين معاً) . واكد أن “REMDESIVIR” موجود في السوق السوداء في لبنان، وأنه على علم ببيعه ب35 مليون ليرة عندما كان سعر الدولار يوازي 7500 ليرة.
واشار صقر الى ان المستشفيات في لبنان تستعمل علاجاً ذات سعر زهيد، وقد اثبت فاعليته، وهو: Zithromax مع الكورتيزون اضافة الى المضادات الحيوية، وذلك فقط في مرحلة بداية وصول الالتهاب عند المريض الى القسم السفلي من الجهاز التنفسي.
وقد اجمع كل من عازار وصقر على مشكلة علاجية في ما يتعلق بمرض كورونا في لبنان، وتتمثل في غياب بروتوكول علاجي موحّد وموثّق من وزارة الصحة.