خاص المدى- جنان جوان أبي راشد
الجسم الطبي خطّ الدفاع الأول في مواجهة كورونا، يعاني من أزمة كبيرة جداً على صعيد عدد الاصابات بين أطقمه، وعلى صعيد هجرة حوالى 400 طبيب في خلال حوالى ثلاثة أشهر.
فتقاعسُ المواطنين عن الالتزام بالوقاية من كورونا من جهة، وتقاعسُ الدولة في الحزم في تطبيق الاجراءات الوقائية من جهة ثانية، يضاف اليهما عدم جدوى الاقفال الجزئي للمناطق، دفع بنقيب الأطبّاء البروفسور شرف أبو شرف الى المطالبة في بيانٍ الجمعة بالاقفال التام للبلاد لمدة أسبوعين أو شهر، لكي يتمكّن القطاعُ الطبي والاستشفائي من الاهتمام بالاصابات الحالية المرتفعة.
القطاع الطبي، خطّ الدفاع الأول في مواجهة كورونا، يعاني من أزمة كبيرة جداً على صعيد الاصابات، يقول البروفسور ابو شرف في حديث ل”المدى”، مشيراً الى أن هناك ما لا يقلّ عن 20 طبيباً في العناية الفائقة بسبب اصابتهم بالفيروس، كما أن هناك المئات من الأطباء في الحجر الصحي، ولا يمكن اعطاء رقم محدد بسبب عددهم الكبير. ويضيف: لذلك نطالب باتخاذ إجراءات مشددة لمواجهة الوضع سريعاً، لأن الإصابات تتزايد والانعكاسات السلبية على القطاع الطبي كبيرة جداً، وليس من السهولة بمكان ايجاد بديل عن الأطباء المصابين.
واضافة الى الاصابات بكورونا، يواجهُ الجسمُ الطبي أزمةً أخرى، هي أزمة هجرةِ الاطباء، والتي لا تهدّد بانهيار القطاع الطبي فحسب، بل تهدّد بانهيار النظام الصحي في لبنان برمّته.
ويكشف نقيب الأطباء أن هناك 400 طبيب هاجروا منذ حوالى 3 أشهر ونصف الشهر، لافتاً الى أن النقابة على علم بعددهم، لأنهم يطلبون أوراقاً ليتمكنوا من العمل في الخارج، وهم في غالبيتهم من ذوي الكفاءة ولا يمكن التعويض عنهم. واعتبر أن الانعكاسات السلبية لا تقتصر على القطاع الطبي والاستشفائي بل تنسحب على القطاع التعليمي لأن قسماً كبيراً منهم كان يحاضر في الجامعات في لبنان.
ماذا ينفع الانسان اذا تحسّن اقتصادُه وخسر صحتَه؟ علماً أننا قاب قوسين من خسارة الاثنين معاً، يقول النقيب شرف أبو شرف، الذي يحمّلُ المواطنين والبلدياتِ ايضاً المسؤوليةَ الأكبر في موضوع مواجهة كورونا، مؤكداً أن لا قدرة للدولة وحدها على تطبيق القرارات وردع المخالفين والمستهترين.