خاص المدى جنان جوان أبي راشد
الانتشار الواسع لفيروس كورونا في لبنان يهدّد بظهور سلالة جديدة، فهل نشهد على سلالة باسم “السلالة اللبنانية”؟!
زيادة العدوى تعني ازدياداً متوقعاً لتغيّر وتحوُّر الفيروس بحسب الخبراء. بمعنى آخر، من الطبيعي أن يتحوّر أي فيروس، ولكن كلما ازداد هذا الفيروس في الانتقال، كلما حصل على فرص أكثر للتغيّر.
الباحث في علم الجراثيم الدكتور سامر صقر يوافق على ما يقوله هؤلاء الخبراء الذين تحدثوا عن الفيروسات عامة، ومن بينها كوفيد 19، ويؤكد أنه “كلما انتشر الفيروس بشكل أوسع، وتكاثر في أجسام المصابين وانتقل الى أجسام أخرى من دون كبح جماحه، كلما ازداد بالتالي احتمال حدوث تحوّرات اضافية في الفيروس”.
ولفت صقر في حديث ل “المدى” الى خطورة الانتشار الواسع الذي تسببت به السلالة البريطانية من فيروس كورونا في لبنان، والتي وصلت الى البلاد في التاسع من كانون الاول الماضي، اذ إنه تبين في نهاية شهر كانون الثاني، وبعد التدقيق في فحوصات 3 مستشفيات أن هناك نسبة 60% من الاصابات هي من السلالة المذكورة. واعتبر أن الاحتمال واردٌ في أن يتحوّر الفيروس في لبنان أو في غيره من البلدان، فقد تغيّر الفيروس في بريطانيا وحدها 23 مرة، كما أفيد عن تحوّره مرات عدة في كل من البرازيل وجنوب أفريقيا.
صقر يشكّك بفاعليّة اللقاحات
من المؤكد أن الخطر الأكبر هو عندما يقاوم الفيروس اللقاحات، ويشير صقر في هذا المجال الى أن تصريحات المسؤولين عن شركات تصنيع اللقاحات عن أن لقاحاتهم ما تزال تُعتبر فعّالة على السلالات الجديدة، ما تزال غير مؤكدة علمياً، فلا اثباتات بعد حول هذه المسألة. ويضيف صقر: “لذلك نرى ان هؤلاء ما زالوا حذرين في ما يصرّحون به في هذا الصدد”.
اللقاحات وتاج الفيروس
ويعتبر الدكتور صقر أنه وبسبب استمرار حصول تحوّرات في فيروس كوفيد 19، فهناك بالتالي خطرٌ من أن نصل الى مرحلة تُصيب فيها هذه التحوّرات تاج الفيروس (الإبر الموجودة على سطحه) بشكل جذري، وبالتالي فإن المضادات التي تعمل اللقاحات على تطويرها ضد هذه الإبر تصبح غير فعّالة.
لبنانياً، نحن مقبلون على سيناريو أبشع مما نمرّ به حالياً على الصعيد الاستشفائي، أذا لم يُبذل مجهودٌ اضافي للحدّ من تفشي السلالة البريطانية المعروفة بسرعة انتشارها، يقول صقر، مثنياً على عمل الفريق الطبي والبحثي في الجامعة اللبنانية برئاسة الدكتور فادي عبد الساتر والذي أجرى دراسة حول هذه السلالة.
اذاً، المستويات العالية من الانتشار وانتقال فيروس كورونا في لبنان، تعني أن علينا أن نتوقع ظهور تغيّرات وتحوّرات أكثر في هذا الفيروس ربما تكون مقاوِمة للّقاحات بحسب صقر، الذي يؤكد أنه من الملحّ كبح انتشار هذا الفيروس بشكل جذري، وقطع دابر الخطر من سلالة جديدة باسم “السلالة اللبنانية”، وخصوصاً أن عمليات التلقيح لم تبدأ بعد، كما أن الكميات المرتقب وصولها من لقاح “بفايزر” لن تحقق في الفترة المنظورة المناعة الجماعيّة.
منظمة الصحة العالمية
تجدر الاشارة الى أن هذه التحوّرات الجينية أو “الطفرات” المثيرة للقلق من فيروس كوفيد 19، تحدث عنها خبراء اجتمعوا في منتدى افتراضي استضافته منظمةُ الصحة العالمية في منتصف الشهر الماضي. وأشار أكثر من 1750 عالماً وخبيراً من 124 دولة إلى أهمية مضاعفة الجهود لاكتشاف وفهم المتغيّرات الناشئة عن الفيروس المتسبب بمرض كوفيد-19، وتأثيرها على التشخيص والعلاج واللقاحات في وقت مبكر. وحذر هؤلاء من أنه كلما ازداد فيروس سارس-كوف-2 بالانتقال، كلما حصل على فرص أكثر للتغيّر.