اليان سعد – خاص “المدى”
التدقيق التشريحي او الجنائي هو عملية تدقيق معمّقة في اموال الدولة لمعرفة مصادر الهدر وكيف تم صرف الاموال التي خرجت من الخزينة ومدى امتثال اي عملية مالية للقوانين المرعية الاجراء.
الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة اعتبر عبر المدى، ان اجراء هذا التدبير هو امر ضروري خصوصًا ان اي قطع للحساب لم يحصل منذ سنوات عدة. ولفت عجاقة الى ان كل عملية التدقيق الجنائي لم تكن ضرورية لو كانت عمليات قطع الحساب تجري بشكل دوري، ناهيك عن دين الدولة الذي وصل الى تسعين مليار دولار والمفروض معرفة اين صرفت كل هذه الديون، والاهم بحسب عجاقة ان هذا التدقيق هو الباب المتين للثقة بالدولة واداراتها.
ويضيف عجاقة قائلاً: الجميع على يقين ان اختلاسات عدة حصلت في الدولة، وبالتالي فإن هذا التدقيق سيُظهر عددًا من المختلسين وعليه يسأل عجاقة هل سيتم طمس الحقائق في نهاية التدقيق حرصًا على السلم الاهلي؟
وفي اطار اخر، تحدث عجاقة عن اهمية دعم مصرف لبنان للسلة الغذائية ومدى تأثيرها على سعر صرف الدولار منبهًا من بعض التجار الذين سيحاولون التهرّب من الرسوم الضريبية عبر التوجه الى السوق السوداء.
وإذ شدد عجاقة على ان الامن الغذائي هو فوق كل اعتبار، اكد الاّ شيء يبرر عدم دعم السلة الغذائية التي تشكل ابسط حاجات المواطن الضرورية وان كان الدعم يأتي عبر احتياطات المصرف المركزي، معولا على قدرة الدولة عبر اجهزتها الامنية على لجم التلاعب الحاصل في السوق السوداء بشكل اكبر.
وتوقع عجاقة يشهد الدولار، الذي يتأرجح الان صعودًا ونزولاً، مزيدًا من الانخفاض في الفترة المقبلة. ويعيد عجاقة التذكير ان مرد ازمة الدولار بالاساس هو سياسي عبر الضغط الخارجي المعطوف على التواطئ الداخلي.