خاص المدى- جنان جوان ابي راشد
يومان يفصلان عن تاريخ الأول من آب الموعد الذي حدّده اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية لاقفال مطمر الكوستابرافا أمام نفايات قرى بعبدا والشوف وعاليه وجزء من بيروت، لأن المطمر بحسب الاتحاد لم يعد يستوعب أي كميات اضافية من النفايات بعد سنة ونصف السنة من اليوم وسيخصص فقط لنفايات الضاحية والشويفات.
وعلى الارض بدأت النفايات تتكدّس في بعض المدن والقرى المعنية.
أما رئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية محمد درغام الذي كان فقد اعلن في 23 تموز الجاري عن اقفال المطمر، أوضح ل “المدى” الاربعاء أنه صائم عن الكلام في اشارة الى انزعاجه لعدم التوصل الى أي حل مع كل المعنيين بهذا الملف والذين تواصلوا جميعهم معه في الفترة الاخيرة.
وقد اكتفى درغام بالقول: “أنا صائم في هذه الفترة عن الكلام، وما أعلنت عنه هو ما أعلنت عنه وما زال صالحاً للنشر ولم يتغيّر أي شيء، أما اذا تبدّل شيء فعندها يتغيّر شيء من ناحيتنا”، مجدداً التأكيد أن القرار جدّي وليس للضغط فقط.
ويدلّ كلام درغام على أن الاجتماعات العديدة التي انعقدت لحلّ أزمة مطمر الكوستابرافا لم تثمر عن أي نتيجة، وأن المعنيين لم يتجاوبوا مع مطالب الاتحاد التي تتلخص بالتالي: ضرورة ايجاد حل نهائي لملف النفايات وخاصة على صعيد بيروت وضواحيها، ضرورة الانتهاء من تطوير معمل الفرز في العمروسية، الانتهاء من إنجاز معمل التسبيخ في مطمر الكوستابرافا، تنفيذ الوعود حول المستحقات والحوافز لبلديات الضاحية بصرف مبلغ 8 مليون دولار عن كل سنة، حذف 50% من ديون البلديات وبأن تتحمل كلّ المناطق المعنية مسؤولية الازمة.
حديث درغام ل “المدى” منذ اسبوعين والذي كان قد طالب فيه بضرورة تعاون كل الاطراف السياسية والبلديات لايجاد مطامر صحية بديلة، علقت عليه مصادر متابعة لملف النفايات الاربعاء بالقول إن هناك حاليا شدَّ حبال سياسي بين ملفَي النفايات وسدّ بسري، فبالتزامن مع محاولة أطراف سياسية معيّنة التراجع عن مواقفها السابقة والعمل لتضييع قرض البنك الدولي لاقامة سدّ بسري الذي من شأنه تزويد الضاحية وبيروت بالمياه لأسباب مختلفة، هناك في المقابل محاولة ضغط جارية من أطراف سياسية مقابلة تعتبر أن هناك محاولات لتعطيش الضاحية، وهي تحاول تشكيل نوع من الضغط واستخدام ملف النفايات لفكّ الحصار عن سد بسري.
واشارت المصادر المتابعة لملف النفايات عينها الى أن مطمر الناعمة ما زالت لديه قدرة استيعابية ل7 أو 8 سنوات وهو الحلّ الأفضل للأزمة في الوقت الحاضر.
وبحسب المصادر أيضاً فإن الخلافات حول ملفات إنمائية انعكست على ملف مطمر الكوستابرافا الذي كان من المفترض أن يحضر الاربعاء على طاولة لجنة البيئة النيابية في اطار مناقشة خطة النفايات برمتها، فقد كان من المفترض الاستماع الاربعاء الى أجوبة وزير البيئة دميانوس قطار حول اسئلة كان قد طرحها عليه اعضاء اللجنة سابقاً، الا أن الاجتماع لم ينعقد بحجة “كورونا”.