خاص المدى – جنان جوان أبي راشد
منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” حذّرت في تموز الماضي من احتمال عدم حصول أكثر من 71 بالمئة من سكان لبنان على المياه خلال الصيف، ومنذ أيام كرّرت التحذير من أن 4 ملايين شخص في لبنان معظمُهم من الأطفال، من المحتمل أن يتعرّضوا لنقص حاد في إمدادات المياه الصالحة للشرب في خلال الأيام المقبلة، ما لم تُتخذ إجراءاتٌ عاجلة، معتبرة أن لبنان قد يشهد زيادة في الأمراض المنقولة عبر المياه. وقد سجّل على الاثر تهافت من المواطنين لشراء عبوات المياه وتخزينها.
هل تحذيرات اليونسيف في محلّها؟ هل الخطر داهم؟ وكيف سنتفادى الكارثة؟
عن هذه الاسئلة أجاب المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران، واكد في حديث ل”المدى” أننا في مرحلة صعبة جداً كانت قد حذرت المنظمة من وصولنا اليها، فاليونيسيف تساعد لبنان على هذا الصعيد وتطلق الصرخات وتجمع التبرعات من الدول المانحة والمنظمات غير الحكومية لمساعدة مؤسسات المياه في لبنان في تأمين مولّدات الكهرباء ومادة المازوت لتلافي انقطاع المياه عن الملايين.
وأوضح جبران أن الأزمة تطال كل المناطق اللبنانية التي لا تصل اليها المياه بالجاذبية بل بواسطة مضخّات كهربائية، وقال إننا نعاني حالة هي الأصعب على صعيد توزيع المياه في لبنان نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، ونحن متجهون نحو الكارثة، معلناً أن هناك حوالى 60% من مناطق بيروت وجبل لبنان تتأثر بانقطاع التيار الكهربائي، ومضيفاً: لقد قمنا بتأمين مولدات قديمة أو تمّ التبرّع بها لبعض محطات المياه “الحسّاسة” الا أنها بحاجة الى مادة المازوت، في وقت هناك محطات أخرى لا مولدات لها.
ولفت الى أن المشكلة ذات شقين، الأول يتعلق بالشحّ في مادة المازوت التي يبدو أنها تتفاقم في الوقت الراهن، والثاني يتعلق بالأعطال التي تصيب الموّلدات التي هناك ضغط كبير عليها، فلدينا أيضاً مشكلة في تأمين قطع الغيار، إذ لا يحق للمؤسسة الدفع بالدولار، لذلك نحن حالياً نلجأ الى الجهات المانحة والبلديات والمقتدرين من المواطنين في القرى والبلدات اللبنانية.
وأشار جبران الى أن أزمة انقطاع المياه في عدد من المناطق متواصلة منذ حوالى أسبوعين أو 3 أسابيع، شارحاً أنه كانت هناك 3 خطوط كهربائية ساخنة في جعيتا والضبية والأشرفية لتزويد محطات مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان بالتيار الكهربائي 24 على 24 ساعة، على مدى ثلاثين عاماً، ولم تَعُد تؤمن في الوقت الحاضر إلا ما بين 6 و8 ساعات تغذية يومياً فقط، فيما بعض المناطق لا مولدات فيه أو لا مازوت لديه.
هل يدقّ المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان ناقوس الخطر؟!
جبران الذي يقول إننا متجهون نحو الكارثة، يعود ليبدي تفاؤلاً، مطمئناً الى أن يجب عدم تخويف الناس، قائلاً: يمكن أن تنقطع المياه لأسبوع أو أسبوعين، إلا أنه لا يمكن أن تنقطع كلياً وبشكل متواصل عن منطقة معينة، لافتاً الى أن المؤسسة تلجأ دوماً الى حلول بديلة، ضارباً مثالاً على ذلك، إذ تم جرّ المياه أخيراً من سدّ شبروح الى بلدة رأس المتن، ومنها تمّ تزويد بلدات المتن الساحلية بالمياه بواسطة الجاذبية.
أما عن المازوت، فيعتبر جبران أنه بالإمكان تأمين كميات ولو قليلة منه كي لا تنقطع المياه نهائياً عن مناطق معينة، إلا أنه تحدث عن زيادة مصروف المياه في ظل كورونا وارتفاع سعر صهاريج المياه تزامناً مع أزمة البنزين واستغلال البعض للأزمة. كما تحدث عن معاناة مستخدمي مؤسسات المياه لناحية أجورهم وكلفة النقل خلال جولاتهم على القرى والخزانات…
ويرى المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان أنها حلقة مفرغة ومقفلة، لذلك فإنّ الحلّ ليس بيد مؤسسات المياه التي لا تتدخل في السياسة كما يقول، إلا أنه يؤكد ضرورة فتح اعتمادات لتأمين المازوت والمياه للمواطنين.
وعن نوعية المياه يشدد جبران على انها خطٌّ أحمر، لافتا الى فحوصات أسبوعية، في حين أن مادة الكلور المستوردة يتم تأمينها من خلال التبرّعات.