خاص المدى – جنان جوان ابي راشد
استغرب اللبنانيون الكلام الذي جاء على لسان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عن أن “الأزمة الحادّة باتت وراءَنا”، فنال الموضوع سيلاً من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي. فكيف تصدرُ تطميناتٌ عن سلامة، في الوقت الذي يعلن فيه أن احتياطيات مصرف لبنان من العملات الأجنبية منخفضة للغاية؟!
الخبير المالي والاقتصادي زياد ناصر الدين وعما اذا كان يمكن تفسير هذا الكلام من الناحية المالية والاقتصادية، اشار في حديث ل”المدى” الى عدد من الاحتمالات و منها: امكان أن يكون سلامة يعوّل على تحسّن تصنيف لبنان عقب الاعلان عن اتفاق الإطار لترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل، لأنه في حال اصدار شركة توتال التي تنقب عن النفط في المياه اللبنانية، تقريراً عن واقع الحال في ما يتعلق بالثروة النفطية والغازية سيلعب الامر دوراً في تحسين التصنيف اذا كانت هناك كميات تجارية.
وفي موضوع ربط سلامة كلامه بالتعميم رقم 154 الصادر عن المصرف المركزي لاستعادة المصارف جزءاً من الاموال المحوّلة الى الخارج، طرح ناصر الدين سلسلة من الاسئلة ومنها: ما مدى القدرة على استعادة هذه الاموال من خلال التعميم المذكور والملتبس؟! ولفت الى أن أن الأموال التي تأتي يتمّ حجزُها في المصارف.
وسأل ناصر الدين كذلك عن كيفية تصريح سلامة بأن “الأزمة الحادّة باتت وراءَنا” وهو عازم في الوقت عينه على رفع الدعم عن السلع بما يدلّ على قرار بتحرير سعر صرف الليرة؟ وسأل: هل الامن الاجتماعي يمكنه تحمّل رفع الدعم وتحرير سعر الصرف؟!
ورأى انه لا يمكن قراءة هذا الكلام خارج الاطار السياسي والتطمين، الا أن اي تطمين لا يمكن أن يتم الا من خلال حكومة ثم الاتفاق على أي سياسة نريد.
واشار الى ان تصريح حاكم المركزي لافت في وقت بدأ فيه التدقيق الجنائي في مصرف لبنان والذي سيبيّن ماذا حصل فيه، واذا كان سيشمل في وقت لاحق ادارات الدولة اللبنانية والمصارف في حين أن الازمة تتمثّل بوجود فجوة مالية كبيرة، اذ إن هناك مبلغاً بقيمة 81 مليار دولار اختفى، لذلك نستغرب هذا الكلام قال ناصر الدين، الذي ختم مذكّراً بمقولة سلامة بأن الليرة في خير واضاف: “لقد تبيّن أنها ليست بخير”.