رندلى جبور- خاص “المدى”
على سبيل المزاح الذكي، انتشر على وسائل التواصل أمس تزامناً مع زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركية دايفيد هايل إلى دارة وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، ما مفاده أن هيل قال لباسيل في بداية اللقاء أهلاً بالرئيس المقبل فرد باسيل: إن رئيسنا باق ولكن ماذا عن الرئيس الأميركي؟
هذا في الذكاء الخيالي للشعب اللبناني، أما في المعلومات الدقيقة في شأن اللقاء، فإن مصادر صوت المدى أكدت أنه ركّز على أربع نقاط أساسية هي الحكومة وترسيم الحدود البحرية والوضع الاقتصادي والنازحين.
حكومياً، أكد الاميركيون وفق ما نقل هيل لباسيل أنهم غير معنيين بالأسماء إلا لناحية أن لا تكون مثيرة للجدل أو الإشكاليات، و إن ما يعنيهم فقط هو أن تؤمن الحكومة الاستقرار السياسي وتضع برنامجاً إصلاحياً تلتزم به، وفي حال تشكلت الحكومة في وقت قريب فإن الولايات المتحدة ستحكم على التشكيلة والبرنامج والأداء وببناء على حكمها تتجاوب مع طلب الدعم للبنان. وهذا يعني أن الأميركيين الذين يفرضون ضغوطاً بلا شك، لن يتجهوا إلى فرض عقوبات قاسية على بلدنا.
وفي البحر بيت القصيد. فإن أكثر ما يعني الأميركي اليوم هو حل مسألة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة خصوصاً بعدما تعرقلت مهمة دايفيد ساترفيلد وهذه الاهتمام ينبع من مسألتين: الأولى إراحة إسرائيل والثانية دخول الأميركيين إلى حقولنا النفطية في مرحلة لاحقة.
وكان طرح للموضوع الاقتصادي ولمؤتمر باريس، فيما شدد باسيل في لقائه مع المسؤول الاميركي على مخاطر أزمة النزوح على لبنان مكرراً وجهة نظر بلدنا المطالبة بالعودة الآمنة إلى المناطق المستقرة التي باتت تشكل أغلبية الأرض السورية.
وإذا كان المضمون مهماً فإن الشكل يحمل هو أيضاً أهمية خاصة.
فدايفيد هيل هو من طلب الموعد من باسيل على أن يكون tete a tete، ولذلك دعاه وزير الخارجية اللبنانية إلى منزله في البياضة فلبى الأميركي الدعوة من دون تردد. الجو كان إيجابياً و detendu أي غير متشنج على حد تعبير المصادر. وقد حضر دبلوماسي أميركي وآخر لبناني جزءاً بسيطاً من لقاء الساعتين والدقائق السبع، والذي تخلله غداء من بترونيات.
لقاء الاولى ظهراً هذا، يؤكد أن باسيل رقم صعب في المعادلة اللبنانية، والأميركيون هم أيضاً لم يتخطوه ولو أنهم يعرفون جيداً مدى استقلاليته ورفضه لأي خضوع.