خاص المدى – حنان مرهج
وسط الحديث عن ترويج الفرنسيين في كواليس لقاءاتهم مع بعثات دبلوماسية دول اخرى لدى الإتحاد الأوروبي، لفكرة الإنتداب على لبنان، واصفين لبنان بالدولة الفاشلة، بحسب تداولات صحفية، الا ان هذا الأمر غير واقعي، فإضافة الى ان لبنان دولة ذات سيادة واستقلال ودستور، وعلى رغم القعر الذي وصلنا له في لبنان على المستويات كافة إلاَّ أن هذا الأمر لا يغيّر من قواعد القانون الدولي التي لم تعد تسمح بالوصاية والإنتداب، الى جانب ان حدود التدخل الدولي لا يتعدى المساعدات والمؤتمرات أو التدخل العسكري المستبعد في الواقع اللبناني، على ما اشار رئيس منظمة جوستيسيا للإنماء وحقوق الإنسان الدكتور بول مرقص الذي اكد للمدى، ان من تسعينيات القرن الماضي تخلصت دول العالم من الوصاية او الإنتداب وأتى الفصل الثامن من الأمم المتحدة لينظّم من سنة الـ 45 كيفية الخروج من الوصايات الدولية لصالح استقلال الدول وإعطائها إدارة ذاتية، فبالتالي وإضافة الى العامل الدستوري والقانوني، لا يسمح العبء الإقتصادي ان تحمل الدول مسؤولية ادارة دول غيرها، فهذه الأمور لم تعد تجاري الحداثة اليوم ولم تعد تجاري ايضاً القانون الدولي.
الى ذلك، لفت مرقص الى أن أيَّ مرور بالفصل السابع أي، اتخاذ اجراءات الزامية قمعية للبنان يتطلب عدم استعمال احدى الدول الخمس دائمة العضوية حقّ النقد الفيتو في مجلس الأمن، اضافةً الى الأكثرية العالية، وهذا امر صعب أن يتوفر حاليا، من هنا كل ما يشاع هو مجرد تحليلات صحفية وتداولات بعيدة من الواقع.