خاص المدى اليان سعد
على رغم التبعات الاقتصادية المتراكمة منذ عهود، لا يزال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يبحث عن اي بارقة أمل تعيد تعزيز الاقتصاد اللبناني.
وفي هذا الإطار، عاد الرئيس ميشال عون الى المبادرة التي كان قد اطلقها في مؤتمر القمة العربية للشؤون الاقتصادية، التي عقدت في لبنان.
مبادرةٌ، هدفها انشاء سوق اقتصادية مشتركة تضم لبنان، والاردن، والعراق، وسوريا.
مصادر مطلعة على اجواء المبادرة اشارت عبر المدى الى ان الاحدات الاخيرة التي حصلت في لبنان، وما تبعها من جائحة كورونا، والجمود الاقتصادي عالميًا، انعكس جمودًا على صعيد المبادرة ايضًا، ليعود الرئيس عون ويطرحها من جديد، امام وزير الصحة العراقي الذي زار لبنان اخيرًا.
وتؤكد المصادر، ان هذا التحرك يساعد في خلق اجواء اقتصادية ايجابية، وان كانت تفاصيل الامور غير واضحة المعالم بعد، الا ان المصادر تشدد على ان خطوة الرئيس هي بحت اقتصادية ولا ابعاد سياسية لها.
وفي هذا الاطار كيف يعلق الباحث في الشؤون الاقتصادية زياد ناصر الدين على هذه المبادرة؟
يقول ناصر الدين ان هذه الخطوة قد تكون من الاهم والاذكى على الصعيد الاقتصادي المفيد. وأن طرحها لم يأت من فراغ بل هو ناتج عن وجود نقاط قوة ونقاط ضعف مشتركة بين هذه الدول.
فالانطلاق بسوق اقتصادية مشتركة تتمتع بواقع متشابهٍ يساعد في صنع دورة اقتصادية متكاملة، على المستوى الانتاجي، والزراعي، ومصادر الطاقة، ويخفف الكثير من الاعباء الاقتصادية التي تتكبدها هذه الدول.
ويقول ناصر الدين، على سبيل المثال للبنان ميزات مهمة على الصعيد التعليمي، والصحي، والسياحي، والادراي، بالمقابل لديه نقاط ضعف بمصادر الطاقة.
فيما لسوريا ميزات مهمة في الزراعة وللعراق ميزات اقتصادية ويلعب الاردن دورًا اساسيًا في كونه المعبر الى دول الخليج.
وبالتالي فان الطرح اللبناني وفق ناصر الدين قد يلقى قبولًا لان موقع لبنان على ساحل المتوسط يستطيع ان يؤمن لهذه الدول حاجاتها من الغرب، وان يصل الشرق بالغرب. وهذه الخطوة قد تكون مدخلًا اساسيًا لحل الازمة الاقتصادية ليس في لبنان فقط، بل في كلٍ من الاردن والعراق وسوريا.
ويشدد ناصر الدين على اهمية فصل الاقتصاد عن السياسة، فالنسبة لناصر الدين الاقتصاد بحاجة الى ثقة وهدوء وانتاج واسواق وتواصل. وما يمكن للعراق ان يؤمنه للبنان على الصعيد النفطي للمساعدة على حل ازمة الكهرباء، لا يمكن لاي دولة غربية اخرى تأمينه.
ويضيف ناصر الدين، كنا نقول سابقًا ان من غير الممكن الا وان نتعاون مع الغرب ولكن ها نحن اليوم نرى نتائج هذا التعاون، مشيرًا الى ان المطلوب اليوم هو التعاطي بطريقة مفيدة والاتجاه نحو الاقتصاد المنفتح.
ويعتبر ناصر الدين ان الطريقة التي يتحدث بها الرئيس عون بالاستقلالية السياسية تعطي لبنان استقلاليةً اقتصادية تساعد في المحافظة على مصادر الطاقة والغاز واستقلالية التخطيط الاقتصادي تسمح لنا بالتوجه نحو عقد اقتصادي سياسي صحيح.
اذًا كثيرةٌ هي القطاعات المشتركة بين لبنان والاردن وسوريا العراق ما يسهل امكان التعاون وما يجعل منه مكسبًا اقتصاديًا للبلدان الاربع فهل سنتجح هذه المبادرة في تحقيق اهدافها على الرغم من حتمية وجود من سيضع العصي في دواليبها؟