جنان جوان أبي راشد – خاص “المدى”
سوء تخزين المساعدة العراقية من الطحين، أدى الى موجة كبيرة من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن كيف يحافظ اللبناني على صحته فيما يخزّنُ هو الآخر كمياتٍ هائلة من المواد الغذائية في منزله من الطحين وغيره؟ فخوفاً من الغلاء وتحسباً لمستقبل غير مستقرّ بعد اختبارِه أزماتٍ متعددة، عمد الكثير من اللبنانيين الى تخزين كميات كبيرة من المواد الغذائية في منازلهم. لكن هل يراعي هؤلاء شروط التخزين لعدم الإضرار بصحتهم أو رمي هذه المواد الغذائية؟
كلُّ مادة غذائية لها مدةُ صلاحية، لكن يجب ايضاً اتباعُ شروطٍ في التخزين تقول الأخصائية الغذائية نغم طنوس ل”المدى” محذرةً من تداعيات كثرة وسوء التخزين على الصحة، فقد يؤدي ذلك الى تسمّم غذائي أو الى تكاثر الفيروسات والبكتيريا وتراجع القيمة الغذائية للمأكولات.
وتشير طنوس الى انه لا يمكن استخدام الطحين بعد اكثر من 3 أشهر على شرائه، لافتة الى أن تخزينه بشكل سليم يكون بحفظه في مكان مظلم بارد وجاف غير رطب أي ان حرارة المكان يجب أن لا تتعدى ال 25 درجة مئوية، كما يمكن الاحتفاظ به في البرّاد لمدة سنة أو في الثلاجة لمدة سنتين. وكذلك المكسرات والبزورات لا يجب استخدامها بعد اكثر من 3 أشهر على شرائها، فيما يمكن حفظها لمدة 6 اشهر في البراد ولمدة سنة في الثلاجة.
وتشير ايضاً الى أن حفظ الحبوب والأرّز يكون في مكان جاف وغير رطب وخارج البراد على أن لا تتعدّى حرارة المكان 25 درجة، على أن يتم ابقاؤها في الكيس المقفل الذي ابتيعت فيه أو في وعاء أو كيس محكم الاغلاق لا يدخله الهواء. وتؤكد ضرورة رمي أية حبوب ظهر فيها اي نوع من الحشرات، موضحة أن بعض البكتيريا التي تنتج عنها قد لا تقتلها الحرارة المرتفعة أثناء عملية الطهي.
أما عن الأطعمة المحفوظة، كالفاكهة على شكل مربى، والخضار المعبأة في مرطبانات زجاجية، فتلفت طنوس الى ضرورة حفظها من خلال نزع الهواء من داخل المرطبان من خلال وضع كمية من مادة الشمع على سطح المرطبان مثلا لحماية هذه المأكولات من التعفّن، ووضعها في البراد عند استعمالها، الا أنه في حال ظهور العفونة، فيجب رمي هذه الأطعمة بكاملها وليس رمي العفونة فقط.
البطاطا التي تظهر فيها البراعم ليست صالحة للاستهلاك تقول طنوس، وتُحفظ خارج البراد لمدة 3 أشهر على غرار التوم والبصل اللذين لا ضير في استهلاكهما بعد ظهور البراعم فيهما.
وتعلن طنوس أن حفظ المعلّبات ايضاً يكون في مكان جاف لا تتعدّى فيه الحرارة ال25 درجة، مشددة على ضرورة الانتباه الى العلب المعدنية التي أصابها الالتواء او اي نوع من الضرر والتي على الارجح تحتوي على البكتيريا.
وتؤكد طنوس ضرورة تهوئة الخزائن حيث تُحفظ المونة والمعلّبات والانتباه الى تاريخ صلاحيتها.
وتشدد على أن المطبخ قد يكون المكان الأكثر رطوبة في المنزل حيث تتم عملية الطهو واستخدام المياه الساخنة، وحيث آلتا غسيل الأواني والثياب.
وتعلن أن الانسان يمكن أن يحمل الفيروس أو البكتيريا لمدة غير قصيرة جراء تناوله أطعمة غير سليمة، لتظهر بعدها العوارض الصحية عليه.
لا وجود لدراسات تشير الى طرق طبيعية لحفظ المواد الغذائية كما يعتقد البعض الذي يضع ورق غار أو ملح لحفظ الحبوب وغيرها، تقول الأخصائية الغذائية نغم طنوس، التي تؤكد ايضا اهمية تنظيف البراد كل اسبوع بالمياه الساخنة والكلور والصابون وتجفيفه جيداً، كما تؤكد اهمية معرفة الطرق السليمة للتخزين في كل من البراد والثلاجة.
على الرغم من الظروف الصعبة التي يعانيها اللبنانيون، فإن تخزين المأكولات بشكل غير سليم قد يُعرّضها للتلف ويحوّلها إلى سموم في جسم الانسان على المدى الطويل، إن لم يكن على المدى القصير.