خاص جنان جوان أبي راشد المدى
أول عملية تحويل للدولارات الى المصارف المراسلة عبر منصة «sayrafa » جرت الخميس وعلى سعر 12 ألف ليرة للدولار الواحد، وأفيد بأن العملاء في غالبيتهم من التجار والمستوردين بالاضافة الى الافراد الذين لديهم طلبات مبرّرة مع براهينِها.
وقد التزمت المصارفُ بالهوامش المحدّدة بين سعر البيع والشراء، في حين لجأ بعض الصرافين المشاركين في المنصة الى اعتماد تسعيرة السوق السوداء، في وقت حلّق سعر الدولار في هذا السوق متجاوزاً سعر المنصة وعتبة ال13 ألف ليرة.
وقد أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الجمعة تمديد العمل في المنصة المذكورة اسبوعاً اضافياً، لافتاً الى تكليف لجنة الرقابة على المصارف التأكد من التزام الصرافين بتطبيق التعاميم ذات الصلة.
لكن هل يعني ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء أن المنصة ماتت في مهدها وبات بالإمكان نعيُها؟!
الخبير المالي والاقتصادي لويس حبيقة يرى انه من غير المنطقي نعي المنصة فهي مهمة لمعالجة الوضع النقدي الحالي، الا أنه ليس بمقدورها ايجاد الحلول الناجعة للازمة، وبالتالي يمكن اعتبارها بمثابة مسكّنٍ يخفّف من الاوجاع وهي لترتيب الامور كما قال، واضاف انها منصة غير مفتوحة للجميع للتداول بالدولار، موضحاً أن عملها محدودٌ، وأن الدولارات التي يتمُّ التداولُ بها عبرها غير مرئية، اذ يجري تحويلُها الى الخارج عبر المصارف المراسلة لعمليات الاستيراد أو للطلاب في الخارج مثلاً.
واعتبر حبيقة في حديث ل “المدى” أن افتتاح المنصة ب12 ألف ليرة، هو تسعيرة واقعية لأنها قريبة من سعر السوق السوداء، الا أن اللافت والمهم في الامر اعتراف المصرف المركزي للمرة الاولى أن سعر صرف الدولار بات بهذه الحدود وصعوداً.
واشار الى أنه من غير المنتظر ان تتأتّى عن المنصة نتائج أفضل، فلا يمكن التعويل عليها كثيراً في ظل الاوضاع السياسية والادارية والاجتماعية التي تتجه نحو التأزم يوماً بعد يوم والتي تُعَدّ كوصفة لتدهور محتّم ومستمر لسعر العملة الوطنية.
لكن هل يعني ذلك أن الدولار لن ينخفض عن سقف ال12 الف ليرة وسيستمرّ تدهور الليرة؟
يرى حبيقة أن لا بوادر ايجابية على هذا الصعيد في الوضع الراهن وسط غياب أي انفراج سياسي ، معتبراً أن أيَّ انخفاض متوقع للدولار مرتبطٌ بتشكيلِ حكومةٍ وقيامِها بخطوات اصلاحية جدية ووضعِها حداً للفوضى والفلتان الحاصلَين.
كما استبعد حبيقة انعكاس تسعيرة ال12 ألف ليرة للدولار في المنصة على أسعار السلع الاستهلاكية المستوردة نزولاً كما يتوقع البعض، بسبب الشح في الدولار في الاسواق.
وعن قراءته لبيان حاكم مصرف لبنان أمس عن عدم توفّر الدولارات لدعم الادوية، وما اذا كان قد تمّ استنفاد كل الدولارات في المصرف تمهيداً للمسّ بالاحتياطي الالزامي، قال حبيقة ان البيان يدل على أن لا دولارات اضافية خارج الاحتياطي الالزامي بالعملات الاجنبية في مصرف لبنان، وان أي دولار من الآن فصاعداً سيتمّ صرفه من هذا الاحتياطي، لكن من غير القانوني المس بهذه المبالغ التي هي ملكية خاصة للمودعين.
وأسف حبيقة أنه وسط استحالة الاقتراض رسمياً من دول او مؤسسات الخارج بعد امتناع لبنان عن دفع اليوروبوندز، لم يبقى أمام بلدنا إلا التسوّل أمام جمعيات أو دول معيّنة كما قال.