خاص المدى جنان جوان أبي راشد
موجةُ دفءٍ وطقسٌ جاف ودرجات حرارة أعلى من معدّلاتها الطبيعية في هذه الفترة من العام، ما دفع بالمزارعين اللبنانيين الى ريّ مزروعاتهم، وهو أمر مستغرب خلال شهر كانون الثاني.
قبل أسابيع من شهر شباط الذي يقول عنه المثل اللبناني: “مهما شبط ولبط بتبقى ريحة الصيف فيه”، نسبةُ الامطار متدنية جداً والطقس غير اعتيادي ولا أمطار متوقعة قبل 9 كانون الثاني.
هل من تأثيرٍ لانفجارِ نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت على انحباس الأمطار ودرجات الحرارة في لبنان والمنطقة؟
رئيس حزب البيئة العالمي والخبير البيئي ضومط كامل تحدث ل”المدى”، مشدداً على أننا نعيش التداعيات السلبية لهذا الانفجار الضخم جداً، لافتاً الى تدني نسبة المتساقطات بشكل كبير في لبنان، وموضحاً أن هذه المتساقطات تأخرت 63 يوماً عن موعدها العامّ، فلم نشهد أمطاراً خلالها ابداً، ما يُعدُّ خطراً كبيراً على الثروات الطبيعية فيه.
ويضيف كامل إننا ندفع ثمن الانفجار الذي انعكس على حركة المناخ ليس في لبنان فحسب، بل على حركة المناخ في نصف كوكب الأرض، معلناً أن متتبّعي هذه الحركة أجروا الدراسات اللازمة ويعلمون جيداً تداعياته. وتحدث عن المتغيّرات المناخية في ايطاليا وبعض الدول المجاورة لها بسبب هذا الانفجار، اذ بلغت المتساقطاتُ من الثلوج في ايطاليا في خلال يوم واحد حوالى مترَين، وهو أمر ملفت وغير اعتيادي، كما قال.
وأوضح كامل أنه وفقاً للدراسات العلمية، فإن الكتل الهوائية التي عصف بها الانفجار أدت الى تغيّر كبير جداً في الكتل الهوائية الموجودة في منطقة المتوسط ومحيطها وفي شرقي المتوسط وصولاً الى أوروبا، وقد أثّر الانفجار بشكل كبير جداً على طبقات الجوّ العليا وحركة المناخ في هذه الطبقات، ويمكن أن تستمرّ انعكاسات الانفجار لفترة طويلة.
ولفت كامل أيضاً الى الانعكاسات السلبية لحرق أكثر من مليونين من إطارات السيارات خلال الحراك الشعبي، اضافة الى الحرائق التي اندلعت في الأحراج وحريق الزيوت في المرفأ، على البيئة والمناخ.
واشار كامل الى أن من المفترض ان تكون هناك دراساتٌ حول تأثير انفجار المرفأ على المناخ في لبنان قد أجريت في كل من مرصد بحنّس ومطار بيروت، معتبراً أن الوقت قد حان لوضع استراتيجياتِ مواجهةٍ لحركة المناخ في لبنان والشرق، والتي ستتأثر لأعوام عدة جراء انفجار المرفأ.
وفي ما يتعلّق بالامطار المتوقعة قريباً في لبنان، لفت كامل الى أن هناك منخفضاً جوياً من المتوقع أن يضرب الأراضي اللبنانية بين التاسع والثالث عشر من الجاري، ومن الممكن أن تخترقَ الدورةُ الهوائية الآتية الكتلَ الحارّة المسيطرة على الأجواء فتتساقط الأمطار والثلوج في البلاد.