خاص المدى – جنان جوان أبي راشد
منصة “صيرفة” الإلكترونية تأخّرت قرابة الشهرين بعد الاعلان عن إنشائها، ثم ومنذ 7 أيام أُطلقت فقط بتسريباتٍ إعلامية، والخميس الماضي أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن المركزي سيقوم بعمليات بيع للدولار للمصارف المشاركة ب 12 ألف ليرة للدولار الواحد، ويمكن للراغبين تسجيل الطلبات على المنصة اعتباراً من الجمعة في 21 الجاري ولغاية الثلاثاء الواقع في 25 الجاري، ومشيراً الى أنه ستتمّ تسوية العمليات الخميس في 27 أيار الجاري.
هل بدأت فعلاً عمليات البيع والشراء عبر المنصة؟ ولماذا حصر الطلب أو بيع الدولار بين يومَي الجمعة والثلثاء؟
كبير الاقتصاديين في بنك بيبلوس الخبير الاقتصادي نسيب غبريل أوضح أن المنصة لم تنطلق رسمياً بعد، وأن تحديد سعر الدولار عبرها هو بمثابة بدء التجارب للعمل فيها.
وقال غبريل لـ”المدى” إن المنصة قيد التجربة، معلناً أن هناك بعض المصارف يحاول التداول بالدولار عبرها، فهناك بعض الطلبات التي سُجّلت في عدد من البنوك ومن المتوقع أن تكون واردة من شركات مستوردة، لافتاً الى عدم اطلاعه على طلبات تقدّم بها أفرادٌ لبيع أو شراء الدولار في المصارف، في حين أن البعض الآخر من البنوك، ما زال يستعدّ للمشاركة في المنصة بحسب غبريل. ودعا الى انتظار نتيجة هذه التجارب، مشدداً على ضرورة عدم استباق الأمور وإطلاق تكهّنات بشأن المنصة.
لكن لماذا افتُتح الدولار عبر المنصة بسعر أقل من سعر السوق السوداء بما يتراوح بين 700 و900 ليرة؟ وكيف بالتالي يمكن لمصرف لبنان المضاربة على هذه السوق في عمليات بيع الدولار لمصلحة المنصّة تحديداً، كي لا تصبح منصةً لشراء الدولار منها فقط، وبالتالي استنفاد دولارات مصرف لبنان؟
اعتبر غبريل أن تسعير الدولار ب12 ألف ليرة في المنصة هو سعرٌ أوّلي، ورأى أنه سيكون خاضعاً للتغيير في المدى المتوسط، مجدداً التأكيد أن مثل هذه التكهّنات تخدم المضاربين، وداعياً الى انتظار الخطوات التالية لمصرف لبنان واعطاء فرصة لانجاح هذه المنصة وتحقيق أهدافها وأبرزها: لجم سعر صرف الدولار في السوق السوداء وتخفيف الاعتماد عليها لشراء الدولار للاستيراد ومنع المضاربات والتوصل الى سعر حقيقي للدولار، إلا أن غبريل رأى في الوقت عينه أن البنك المركزي ليست لديه يد سحرية.
هل إطلاق المنصة مرتبط ارتباطاً وثيقاً برفع الدعم؟
يجيب غبريل إن ذلك سابق لأوانه لأن رفع أو ترشيد الدعم يخضع حالياً للشعبوية والتجاذبات السياسية، شارحاً أن ترشيد الدعم يؤدي الى تراجع الطلب على الدولار، لأن مسألة التهريب تشكّل ضغطاً كبيراً على الدولار.
اذاً، منصة “صيرفة” الالكترونية التي انهالت فور إطلاقها التحليلاتُ حول مدى انعكاسها على سعر صرف الدولار سلباً أو إيجاباً ما تزال قيد التجربة، وذلك بانتظار ما سيُعلِنه مصرف لبنان في الساعات المقبلة، وخصوصاً أن عمليات البيع والشراء عبرها بحسب تعميمه الأخير محصورة بين يوم الجمعة الماضي وغداً الثلثاء، مع ضرورة الاشارة الى ما تخلّلهما من أيام عطلة، والجواب سيكون بالتالي على الأرجح يوم الخميس المقبل موعد تسوية العمليّات، كما أعلن حاكم المركزي، لان يوم غد الثلثاء هو أيضاً يوم عطلة.