جنان جوان أبي راشد – خاص “المدى”
مع انتشار كورونا في لبنان، بات تنشّق الأوكسيجين “موضة”، الا أن التنفّس الاصطناعي يتطلّب إشرافاً طبياً دقيقاً، فهناك مخاطر جمّة يمكن أن يتعرّض لها المرضى في حال افراطهم في تناول مادة الأوكسيجين بكميات غير مدروسة ولفترات طويلة.
من جهة ثانية، كيفية استعمال أجهزة الاوكسيجين في المنازل بحاجة الى دراية ودقة، والا فالأخطار كارثية وكبيرة منها حدوث انفجار.
المحاذير الصحيّة
اللجوء الى التنفّس الاصطناعي من خلال أجهزة الاوكسيجين التي توّزعت على المنازل في الفترة الاخيرة يجب أن لا يتم عشوائياً، بل من خلال متابعة طبية.
رئيس قسم العناية المركّزة والاخصائي في الامراض الصدرية في مستشفى القديس جاورجيوس الدكتور جورج جوفيليكيان يؤكد ل “المدى” أن هناك دراسات جديدة وردت منذ أيام قليلة تشير الى أن الافراط في تناول جرعات من الاوكسيجين عند مصابي كورونا قد يؤدي الى إعطاب الرئتين، على غرار المرض الذي يصيب حديثي الولادة من الاطفال والمعروف بARDS والذي يؤدي الى أضرار في الرئتين بسبب عملية التسممّ بالأوكسيجين.
وشدد جوفيليكيان على ضرورة متابعة الطبيب حالة مرضاه بدقة لجهة نسبة الأوكسيجين لديهم في الدم والتي يجب قياسُها بدقة بواسطة أجهزة ال”أوكسيميتر”، موضحاً أن على الطبيب تقدير مَن هو بحاجة الى الأوكسيجين من ناحية، والكمية بالليترات التي عليه تناولها اضافة الى ضرورة تعديلها بعد مراقبة تحسّن وضع كل مريض أو تدهور صحته من ناحية أخرى.
واوضح جوفيليكيان أن الذين يحتاجون الى كميات كبيرة من الاوكسيجين هناك ضرورة بنقلهم الى المستشفى. وحذر الذين يعانون من أمراض رئوية، كالانسداد الرئوي المزمن، بضرورة التنبّه من الافراط في تنشّق الاوكسيجين لأنه يمكن أن يُدخلهم في غيبوبة ( (coma.
علماً ان هناك نوعين من اجهزة الاوكسيجين في المنازل، احدُها لا أوكسيجين فيه بل يقوم بتوليد وتركيز غاز الأوكسجين الذي يسحبُه الجهاز من الغرفة ويعطي هذه المادة بكميات محدودة، ثم يطلق النيتروجين. اما الجهاز الآخر فهو الأسطوانة التي تحتوي مادة أوكسيجين سائلة، ويمكنها اعطاء كميات كبيرة تصل الى 10 ليترات.
خطر انفجار وكارثة
واضافة الى المخاطر الصحية بسبب الافراط في العلاج باستخدام الاوكسيجين، هناك محاذير يجب التنبّه اليها خلال استخدام كل من أجهزة وأسطوانات الاوكسيجين في المنازل أو العمل لصيانتها، ويحذر رئيس حزب البيئة العالمي والخبير البيئي ضومط كامل من ناحيته في حديث ل”المدى” من ضرورة استخدامها بعيداً عن النار المشتعلة والمدفأة والحماوة، وعدم ملامسة هذه الاجهزة والاسطوانات اي نوع من انواع الزيوت أو الشحوم عند الصيانة أو محاولة فكفكة ساعتها، لافتاً الى إمكان حدوث كارثة بانفجار هذه الاجهزة، لافتاً الى أن هناك حوادث انفجار عديدة حصلت في العالم بسبب محاولة “تزييت” ساعات هذه الاجهزة والاسطوانات ما أدى الى تدمير مبانٍ كاملة.
يوفر جهاز التنفس الاصطناعي أفضل فرصة للبقاء على قيد الحياة بالنسبة للمرضى الذين يعانون من مضاعفات خطيرة بعد أن دمر الفيروس جزءا كبيرا من رئتيهم، لكنّ الأوكسيجين دواء لا يمكن الاستخفاف باستنشاقه، فالخطورة قد تكون كبيرة في بعض الحالات، والنتيجة الإضرار بالرئتين أو التسمّم.
أما لناحية أجهزة أو قوارير أو أسطوانات الأوكسيجين، فالتحذير بشأن سوء استخدامها بشكل آمن واجب أيضاً، وخصوصاً في ظل العلاج الذي يتلقاه عددٌ كبير من مرضى كورونا في منازلهم، وقبيل انطلاق خطة الطوارىء الصحية للعلاج المنزلي المنتظرة الاسبوع المقبل.