كتبت رندلى جبور
يحاول رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ومنذ زمن الميليشيا، أن يَظهر بمظهر حامي المسيحيين. ولعله استفاد من مجزرة الطيونة ليوحي للمسيحيين بأنه حاميهم وحارس مناطقهم ولكن ليس لأكثر من بضع ساعات. فجعجع ظهر في مقابلته الاخيرة باهتاً، ولم يستطع أن يرسي أي “توازن رعب” مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي أطلّ منذ ايام بنبرة عالية جداً، ليس للتهديد بالحرب بل للتحذير منها. وفيما انتظر البعض أن يلبس جعجع كاريزما “بشير” ويستلّ سيفه ليضرب به حزب الله بقوة، بدا رئيس القوات ضعيفاً، لا حول له ولا قوة.
وبعيداً من الحدث الاخير والاطلالات التي تلته، نطرح بعض الاسئلة على المأخوذين بفكرة أن ساكن معراب هو فعلاً حامي المسيحيين وأمن المجتمع المسيحي.
فهل من قَتَل ضباطاً وأفراداً من الجيش اللبناني، ومن ضمنهم أكثرية مسيحية، يمكن أن يكون حامي المسيحيين؟
وهل من غدر برفاقه (المسيحيين) قتلاً أو انقلاباً عليهم، يمكن أن يكون حامي المسيحيين؟
وهل من سمح يوماً بتسليم المنطقة الشرقية (المسيحية) وبقصف قصر بعبدا الذي يقطنه الرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي، يمكن أن يكون حامي المسيحيين؟
وهل من أخذ من المسيحيين خبزهم ومالهم، يمكن أن يكون حاميهم؟
وهل من فجّر كنيسة، يمكن أن يكون ضمانة لأمن المجتمع المسيحي؟
وهل العمالة لعدو المسيحيين الاول أي إسرائيل يمكن للحظة أن تسهم في حماية المجتمع المسيحي؟
وهل من استقتل ليكون جزءاً من الطائف الذي سلب من الرئيس المسيحي الكثير من صلاحياته، يمكن أن يكون حامي المسيحيين؟
وهل المدافع عن الحجيري وأحمد الاسير والنصرة وداعش ومكسِّري الكنائس في الاشرفية وصاحب مقولة “فليحكم الاخوان”، يمكن أن يكون حامي المسيحيين؟
وهل من وقف ضد المطالبات بإعادة النازحين السوريين إلى بلدهم (وأكثريتهم الساحقة ليست من المسيحيين) يمكن أن يكون حامي المسيحيين؟
وهل من وقف ضد قانون الانتخاب الاورثوذكسي الذي وحده يعطي المسيحيين تمثيلاً حقيقياً كاملاً، يمكن أن يكون حامي المسيحيين؟
وهل من يحارب رئيس الجمهورية ميشال عون الذي أتى إلى الرئاسة على قاعدة أنه الاقوى مسيحياً، يمكن أن يكون حامي المسيحيين؟
وهل من يحاول إعادة بناء المتاريس، وجرّ المسيحيين إلى فتنة داخلية، يمكن أن يحمي المسيحيين بالحرب، هو الذي لم يفوّت معركة إلا وهرب منها؟
بالسلام نحمي المسيحيين لا بالحرب. بالقوانين والاقتراحات نحمي المسيحيين. بالوقوف سداً منيعاً بوجه المشاريع الخارجية وعلى رأسها التوطين ودمج النازحين نحمي المسيحيين. بتكسير المتاريس والخروج من بوتقة الخوف نحمي المسيحيين. بالوقوف مع المسيحي القوي نحمي المسيحيين وليس بالوقوف ضده. بلبنانية صافية نحمي المسيحيين لا بالفاندريزينغ. بالصداقات في الداخل نحمي المسيحيين، لا بأفكار التقسيم والتقوقع والتخويف من الآخر اللبناني واتهامه ساعة بالارهاب وساعة باللا لبنانية. بحمل قضايا المسيحيين أينما كان، لا بالادعاء الكلامي بحمايتهم وحراسة أمن مجتمعهم. بالاقتصاد المنتج والمبدع نحمي المسيحيين. بإعطاء المنتشرين نواباً يحملون صوتهم ومطالبهم ويشرّعون لهم نحمي المسيحيين، لا بالتقمص بدور البطولة عندما نحرمهم من هذا الحق بذريعة أنهم سيصوتون ل128 نائباً بينما لن يصوّت كل واحد فيهم في أحسن الاحوال لأكثر من عشرة نواب في إحدى الدوائر الخمس عشرة.
فإلى المسيحيين أولاً، أجيبوا عن الأسئلة السابقة الذكر لتعرفوا إذا ما كان جعجع هو فعلاً حامي المسيحيين!