جنان جوان أبي راشد- خاص “المدى”
بعد الحديث عن رفع الدعم عن قطاع الدواجن بدأت أسعار الفروج بالارتفاع بسبب تهافت الناس على محال بيع الفروج بهدف التخزين، وسط التوقعات بأن يصل سعر الكيلو الى 100 ألف ليرة على الأقل.
هل مربّو الدواجن أو التجّار وراء رفع السعر حالياً؟ هل صحيح أن السعر سيرتفع بعد فترة الى ال 100 ألف ليرة؟ وما جديد مسألة رفع الدعم عن الأعلاف ومستلزمات هذا القطاع؟
لقد توقّف الدعمُ لكلّ مستلزمات تربية الدواجن من أعلاف وأمهات صيصان وغيرهما بشكل كلّي، وقد انتهى الدعم في الوقت الحاضر، كما يقول رئيسُ النقابة اللبنانية للدواجن موسى فريجي، مشيراً الى أن المخزون المدعوم لدى المربّين وفي الأسواق سيُستنفد في خلال أسبوع على أبعد تقدير.
وأوضح فريجي في حديث ل”المدى” أن تجار الأعلاف يعمدون الى تخليص بضاعتهم من دون الاتكال على دعم مصرف لبنان الذي توقّف عن تحويل الأموال لهم، إذ لا يمكنهم الانتظار في وقت يدفعون تكاليف تخزينها في المرافىء أو في المطار كي تفسد.
وعمّا إذا كانت أسعار لحم الفروج في السوق حالياً مبرّرة، كون الدعم لم يكن في الأساس يشمل مستلزمات صناعة الدواجن برمّتها في الفترة السابقة، يلفت فريجي الى عاملَين يؤثّران على الأسعار وهما رفع الدعم وموضوع العرض والطلب، موضحاً أن الفارق بين الاسعار عندما كانت صناعة الدواجن مدعومة والاسعار بعد رفع الدعم يجب أن يتراوح بين 40 و50%، إلا أن التهافت على نقاط بيع الفروج أدى الى زيادة كبيرة في الطلب عليه، ما انعكس ارتفاعاً في الأسعار استفاد منه التجار.
واشار الى أن سعر كيلو الفروج الكامل لدى المزارعين يتراوح حالياً بين 25 و30 ألف ليرة، وسعر كيلو صدر الدجاج يتراوح بين 45 و50 الفاً كحد أقصى، مستغرباً الاتصالات التي تلقاها والتي تقول إن سعر كيلو صدر الدجاج يتراوح في بعض الأسواق ومحال السوبرماركت بين 60 و65 ألف ليرة، لكنه أكد في الوقت عينه أن ارتفاعاً جديداً سيطرأ على الأسعار في حال استمرار هذه الزيادة في الطلب عليه، معتبراً أنه أمر مبرّر لأن لحوم الابقار والأغنام وهي بديل لحم الفروج باهظة الثمن.
ويلفت الى غياب رقابة الدولة في حين أن التسعيرة حالياً هي رهن العرض والطلب.
ودعا رئيس النقابة اللبنانية للدواجن وزارة الاقتصاد الى مراقبة التزام نقاط البيع بهامش الربح المشروع، نافياً حصول تهريب للحم الدجاج الى سوريا التي تحمي مزارعيها كما يؤكد فريجي.
إذاً الطلب الكبير سيرفع أسعار لحم الفروج باضطراد لتقترب من سعر اللحوم الحمراء، في حال لم يتراجع الناس عن التهافت على لحم الدجاج من جهة، وفي حال لم تتحرّك وزارة الاقتصاد لضبط الأسعار من جهة ثانية، والا فالخيار الثالث هو العودة الى دعم مصرف لبنان لهذا القطاع الحيوي وهو الأمر الذي يبدو مستبعداً، ليبقى مؤكَّداً أن اللّبناني هو في الوقت الراهن أسير أزماتِه المتصاعدة من دون أن يَعرف متى نهاية النفق الأسود.