خاص المدى – جنان جوان أبي راشد
وسط الخشية من ارتفاع جنوني في الأسعار بعدما طُرحت بقوّة مسألة إلغاء الدعم عن السلع الأساسية كالوقود والقمح والدواء وغيرها، بسبب تناقص الاحتياطي بالعملات الأجنبية والذي لا يكفي لأكثر من ثلاثة أشهر، هل من حلول في الأفق لكسب بعض الوقت ولتأجيل الانهيار السريع الى حين التوصّل الى حلول جذرية؟
الخبير المالي والاقتصادي الدكتور لويس حبيقة يعوّل من ناحيته على صندوق “أوكسيجين” الذي كان قد أعلن عن تأسيسه حاكمُ مصرف لبنان رياض سلامة في نهاية تموز الماضي لدعم القطاع الصناعي.
وأمل حبيقة في حديث لـ”المدى” أن يخَصّص هذا الصندوق لدعم السلع الاساسية ايضا كما كان قد اعلن سلامه، معوّلاً على جمع الصندوق ما يصل الى حوالى 700 مليون دولار شهرياً يمكن اللجوء الى استخدام الفوائد التي سيؤمّنها المبلغ، اضافة الى قسم من أصل المبلغ المذكور لتمويل الدعم بعد نفاد الاحتياطي.
واشار حبيقة الى انه غير متشائم لسببين، اولاً لأنه يمكن جمع هذا المبلغ الضئيل من الدول الصديقة والمغتربين والمتموّلين، وثانياً لأن دول العالم لن تتخلّى عن بلدنا بسهولة بسبب هذا المبلغ الضئيل.
واذ رأى حبيقة أن هذا الصندوق من شأنه اعطاء لبنان المزيد من الوقت الى حين تشكيل حكومة تُجري الاصلاحات الضرورية وتستأنف المفاوضات مع صندوق النقد للحصول على قرض منه، أوضح ان هذا القرض أصلاً لن يكون الحلّ الجذري بحد ذاته، بل هو خطوة أساسية على طريق الحل المالي والاقتصادي، مشددا على أن المطلوب هو استعادة الحكومة الجديدة الثقة بإجرائها الاصلاحات اللازمة، وبالتالي ان نستعيد استقطاب الاستثمارات الى البلد لتحريك العجلة الاقتصادية من جديد.
اما الخبير المالي والاقتصادي الدكتور عماد عكوش فيطرح حلولاً اخرى لكنها مشابهة، ويعتبر بدوره انها لكسب الوقت فقط، الى حين الحصول على قرض صندوق النقد الدولي.
ويرى عكوش في حديث لـ”المدى” أن الحلّ هو في تشكيل حكومة سريعاً لاستئناف المفاوضات مع الصندوق لتأمين السيولة بالعملات الصعبة، وفي الوقت عينه العمل لتأمين المزيد من المساعدات على غرار المساعدة العراقية التي أمّنت كميات من الفيول والمازوت للكهرباء، فضلاً عن القمح والطحين.
واشار الى أنه بعد رفع الدعم ستنخفض نسبة الاستهلاك المرتفعة جداً حالياً عقب ارتفاع الاسعار ما يخفض الاستيراد والضغط الاضافي على الدولار ويمنح الحكومة المزيد من الوقت الى حين الحصول على قرض صندوق النقد.
غير ان عكوش يؤكد أن العلاج الاقتصادي في لبنان لن يكون شافياً بمعزل عن العلاج السياسي، وعن حكومة جديدة تُجري علاجات جذرية في كل المجالات السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية، فالعلاجات الموقتة وغير الاستراتيجية التي اعتمدتها الحكومات السابقة أوصلت البلد الى ما وصل اليه.
وذكّر عكوش بتحذير الرئيس الفرنسي ايمانويال ماكرون الجمعة من امكان زوال لبنان، معتبراً أن المشكلة الطائفية في البلد تمنع الحلول كافة.