خاص المدى اليان سعد
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية لم يشغل حدث العالم بأسره لمدة سنة كاملة كما فعلت كورونا
سنة غيّرت العالم كما لم يحصل من قبل، ففي غضون 12 شهرا شل فيروس كورونا الاقتصاد واجتاح المجتمعات وحجر نحو أربعة مليارات إنسان في منازلهم.
وحصد الوباء أرواح أكثر من 1,6 مليون نسمة. وأصيب ما لا يقل عن 72 مليونا .
وابت سنة ٢٠٢٠ ان تفارقنا قبل الكشف عن سلالة جديدة من الكورونا انتشرت بشكل اساس في بريطانيا وعدد من الدول الاوروبية.
وفي مطلع العام المنصرم سجلت إصابات في آسيا وفرنسا والولايات المتحدة. وفي نهاية كانون الثاني باشرت الدول بإجلاء مواطنيها من الصين. وبدأت الحدود تغلق
وعمّ الرعب العالم وبدأ السباق إلى تطوير لقاح. ووضعت شركة “بايونتيك” الألمانية الصغيرة جنبا أبحاثها حول مرض السرطان، للتركيز على مشروع جديد سمته “سرعة البرق”.
وفي تشرين الثاني، توالت فجأة الأخبار المبشرة، بلقاحات فاعلة ضد فيروس ففي غضون أقل من أسبوع، أعلنت شركات أمريكية وألمانية، عن اختراق كبير بالتوصل إلى لقاحات فاعلة في التصدي للفيروس.
وكانت شركة (موديرنا) الأمريكية، قد أحيت الآمال، بإعلانها الاخير عن لقاحها ضد الكورونا، وجاء إعلانها بعد أيام فقط، من إعلان كل من شركتي (فايزر) الأمريكية، و(بيونتيك) الألمانية،عن لقاح مماثل ضمن مشروعهما المشترك.
في 11 شباط، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن اسم الوباء هو “كوفيد-19”. وبعد أربعة أيام على ذلك، أعلنت فرنسا تسجيل أول وفاة خارج آسيا.
وانتاب الرعب أوروبا مع تحول شمال إيطاليا إلى بؤرة للمرض في القارة القديمة. وفرضت إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا الإغلاق التام. وأعلنت منظمة الصحة العالمية كوفيد-19 جائحة. وأوصدت الولايات المتحدة حدودها المغلقة أساسا مع الصين، وأمام غالبية الدول الأوروبية. وللمرة الأولى في زمن السلم أرجئت الألعاب الأولمبية.
في منتصف نيسان كان هناك 3,9 مليارات شخص، أي نصف البشرية يعيش في ظل شكل من أشكال الإغلاق.
وظهرت جلية، نتائج النقص المزمن في الاستثمار في المنشآت الصحية مع مستشفيات تكافح من أجل استمرار عمل أقسام العناية المركزة فيها وشهد العالم تشييدًا لمقابر جماعية ومستشفيات ميدانية
واقفلت الشركات والمدارس والجامعات والمتاجر والحانات والنوادي والمطاعم أبوابها.
الاغلاق انعكس سلباً على الاقتصاد العالمي برمته، حيث انخفضت معدلات النمو وارتفع الانكماش وزاد التضخم، ومرت الدول النفطية بواحدة من أسوأ أزماتها مع انخفاض أسعار النفط إلى ما دون الصفر بهبوط تاريخي غير مسبوق، وتسبب الفيروس في ارتفاع معدلات الفقر عالمياً
وأفضت أزمة كورونا، بحسب تقرير للبنك الدولي، إلى أشد ركودٍ شهده العالم منذ الحرب العالمية الثانية، كما زادت الديون العالمية، وانخفضت التحويلات المالية إلى 14% تقريباً، وخسر عشرات الملايين وظائفهم.
هذا عالميا اما محليًا، فبدأت رحلة لبنان مع الكورونا في ٢١ شباط مع تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا لمواطنة لبنانية آتية من إيران. لحق ذلك في أواخر الشهر عينه إقفال المؤسسات التعليمية
وفي آذار المنصرم اُعلن للمرة الأولى حالة التعبئة العامة وحالة الطوارئ
الصحية لمواجهة فيروس كورونا وفي الثامن عشر من اذار اغلق مطار بيروت الدولي أمام حركة الملاحة الجوية.
وفي 5 نيسان، سيرت شركة طيران الشرق الأوسط رحلات متتالية لإجلاء المغتربين والرعايا اللبنانيين الموجودين في الخارج. واعيد فتح المطار نهائيا في الأول من تموز .وفي تشرين الاول استؤنف العام الدراسي بعد أشهر طويلة من إقفال المدارس
وبعد تسجبل أرقام مرتفعة من جديد أقفلت البلاد في العاشر من تشرين الثاني…
ونهاية العام كورونيًا على الصعيد المحلي كانت بتوقيع رئيس الجمهورية مرسوم نقل اعتماد لشراء لقاحات كورونا من شركة فايزر والذي من المرجح ان يصل في شباط المقبل