خاص المدى جنان جوان أبي راشد
كلام حاكم مصرف لبنان رياض سلامة استدعى ردوداً وغضباً شعبياً، لكنّ واقع الحال يشير الى أن ما يفصلُنا عن تحرير سعر صرف الليرة مقابل الدولار خطوات لا أكثر.
سلامة أعلن يوم الجمعة الماضي أن “عصر تثبيت سعر صرف الليرة انتهى، وأننا نتّجه نحو سعر صرف معوّم يحدّدُه السوق، الا أن التعويم يجبُ أن يكون مصحوباً بإصلاحات” كما قال، غير أن سلامة عاد ليوضحَ بعد ساعاتٍ أنه “لن يتمَّ تعويمُ العملة اللبنانية إذا لم يجرِ التوصّلُ الى اتفاقٍ مع صندوق النقد الدولي، معتبراً ان كلامه أُخذ في غير سياقه”.
لكن في الواقع وعملياً ما الذي يفصلنا عن تحرير الليرة؟! وماذا بقي لتحرير سعر الصرف في ظل ما يتردّد يومياً عن رفع الدعم عن السلع؟!
الخبير المالي والاقتصادي جهاد الحكيّم يرى أننا لسنا من الناحية العمليّة في ظل نظام سعر صرف ثابت، مشيراً الى أن أسعار غالبية الخدمات والسلع مقوّمة بدولار السوق السوداء، باستثناء الطحين والمحروقات والادوية وبعض المواد والسلع المدعومة، في حين أن المواطنين مهدّدون وباستمرار من خلال التصريحات اليومية بإمكان رفع الدعم أو ترشيده.
ويضيف الحكيّم في حديث ل “المدى”: “لذلك نحن في الواقع لسنا في نظام سعر صرف ثابت، انما هناك سعرٌ معوّم أو متروك لليرة، ولكن بطريقة غير رسمية، لأن غالبية الاسعار هي وفق دولار السوق السوداء الذي لامس ال8900 ليرة، مع العلم أن هناك أسعار صرف متعددة في البلاد كما يقول، لكن السعر المعتمد في معظم الأحيان هو سعر السوق السوداء أو ما يعرف بالسعر الموازي، والحديث أننا ما زلنا نخضع لسعر الصرف الثابت هو من الناحية العملية غير صحيح بحسب الحكيّم”.
ويبقى أنه ووسط الأزمات المتراكمة في لبنان، أكنّا نتمتّع بنظام سعر صرف ثابت أم معوّم، الا ان اللبناني ما زال يستفيد من السعر الثابت للّيرة بإيفاء بعض القروض بالدولار وشراء السلع الأساسية المدعومة ولو أن ذلك لا يُسمن ولا يُغني من جوع يخشاه الكثيرون.